- ياسين العماري : لم تتمكن التلميذة ريان البقالي ” البالغة من العمر 10 سنوات،من الإلتحاق بقسمها الذي كانت تنوي الدراسة فيه هذا الموسم.وإلى حدود كتابة هذه الأسطر،تُصر مديرة المدرسة الإسبانية لويس بيبيس Luis Vives بالعرائش،على إبقاء الطفلة ريان في الشارع بدون مدرسة. ولم تكن الطفلة ريان لتصل لهذه الحالة المزرية وهي التي تحمل الجنسية الإسبانية، لولا أن والديها إنفصلا بعد أن نشبت بينهما خلافات، أدت بوالدها إلى إتخاذ قرار بأخذها إلى مسقط رأس جدها بمدينة العرائش،حيث تكفل الأخير بتربيتها. وبسبب عدم معرفتها باللغة العربية أخذها الجد لمدرسة البعثة الإسبانية قبل أن يصطدم برفض المديرة إدخالها. الجد إستعان بالفاعل المدني والحقوقي نور الدين الفرتوتي،الذي راسل مديرة المؤسسة، ودعاها إلى إستخدام لغة الحكمة والعقل في تعاملها مع قضية ريان الإنسانية التي تعيش ظغوطا رهيبة بعد إنفصال والديها.وإستغرب الفرتوتي لعدم حرص المديرة على إدماج التلميذة ريان في المدرسة التي تشتاق إليها.وقال بأن تعنت المديرة يقف ضد رغبة إسبانيا والمغرب في تطوير علاقتيهما في مختلف جوانب التعاون ومنها الثقافية . من جهتها أصدرت إدارة المدرسة، وثيقة رسمية برّرت فيها عدم قبولها التلميذة ريان،وأرجعت الأسباب إلى أن جدها الذي يتكفل بها لا يتوفر على وكالة قانونية تؤكد بأنه هو الممثل الشرعي لدى المدرسة،وكذا عدم توفرها على وثيقة الإقامة (شهادة السكنى) بمدينة العرائش، وعدم تقديم أي وثيقة تظهر عقد عمل والدها المتواجد حاليا بالديار الإسبانية،لمعرفة موارده المالية.وأضافت إدارة المؤسسة في أسفل الوثيقة التي نتوفر على نسخة منها،سببا آخر لعدم قبول التلميذة،وهو مستواها الغير كافي في مادتي اللغة الإسبانية والرياضيات،"وبالتالي لا يمكن إدخال ريان للمدرسة" تختم الوثيقة الإدارية . وتعليقا على مبررات إدارة المدرسة الإسبانية،ذكر الفاعل الجمعوي نور الدين الفرتوتي الذي يواكب قضية التلميذة منذ بدايتها،بان المبررات واهية،ورغم ذلك توجه بمعية جدها للمدرسة وطالب من المديرة التراجع عن قرارها، معتبرا أن الفتاة التي تحمل الجنسية الإسبانية لها الحق في التعلم في مدرسة تابعة للمصالح الديبلوماسية لحكومة مدريد. وكشف بأن المديرة سيدة غارقة في أفكار تستند على النمطية والعنصرية في التعامل مع تلمذية مغربية. و" لو كانت إسبانية الأبوين لما صدر منها هذا السلوك " يقول الفرتوتي. وزاد الفرتوتي بان بأنه صُدم حنيما ردّت عليه المديرة بأن مدرستها ليست مرآب "كاراج" يمكن لأي شخص الدخول إليه. وروى بأن المديرة لم تقتصر على قول ذلك بل طالبته بأخذ التلميذة ريان للمدرسة المغربية. رغم أنها لا تتحدث العربية إطلاقا. الفرتوتي كشف بأنه أخبر المديرة كون ريان هي نتاج المناهج التعليمية الإسبانية وأنها توقفت عن الدراسة في بلنسية في المستوى الرابع الإبتدائي،بعد طلاق والديها.وأشار لها بأن حصص الدعم والتقوية كافية لإرجاع مستوى الفتاة إلى وضعيته الطبيعية،وأن التلميذة تتوفر على جميع الوثائق مترجمة باللغة الإسبانية. قضية التلميذة ريان، لم تقتصر على خلق ضجة في الإعلام المحلي، بل إنتقلت إلى المؤسسة التشريعية، من خلال تدخل عبد الله البقالي، النائب البرلماني عن دائرة العرائش.البقالي وجّه رسالة إلى سفير إسبانيا المعتمد في الرباط، تتوفر طنجة24 على نسخة منها.دعا فيها البقالي سفير مدريد إلى التدخل الفوري للظغط على إدارة مدرسة لويس بيبيس بالعرائش، " لتسجيل التلميذة في هذه المؤسسة، تجنبا لضياع الطفلة البريئة " .وذكر للسفير الإسباني أن إدارة "لويس بيبيس" رفضت تسجيل الطفلة،وإرتأت أن تلقي بها إلى الشارع، مخبرا إياه بأن الطفلة ريان " يستحيل عليها متابعة دراستها بالتعليم العمومي المغربي، بسبب اللغة أولا، وبسبب إختلاف المناهج التعليمية بين البلدين". وأكد البرلماني البقالي في ذات المراسلة بأنه " لن يذخر أي جهد لتصحيح الوضع، وضمان حق الطفلة ريان في التعليم" .