واثقة الخطى تدخل شيماء الأجراوي ، الشابة المنحدرة من اقليمخريبكة لاجتياز الكشف الطبي في المصحة المتواجدة بالقاعدة الأولى للبحرية الملكية بالدار البيضاء ، التي شرعت منذ أول أمس الاثنين ،وعلى غرار باقي الوحدات العسكرية 17 المنتشرة عبر ربوع المملكة ، في استقبال فوج المدعوات والمدعوين للخدمة العسكرية برسم موسم 2019-2020. تخرج شيماء من المصحة والسعادة تغمر محياها بعد اجتيازها للاختبار الطبي بنجاح و بالتالي قبولها رسميا لتلج الخدمة العسكرية ، الحلم الذي راودها منذ شهور و الذي تحقق أخيرا، سيما وأنه سيؤرخ بالنسبة لها لبداية قصة نجاح في حياتها المهنية و الأسرية و المجتمعية على حد السواء . فعبر بوابة الخدمة العسكرية لا يساور شيماء ،وهي في ربيعها 20 ، أدنى شك في أن تفتح أمامها فرص الاندماج في الحياة المهنية والاجتماعية، حيث سيستفيد المجندون و المجندات من تكوين عسكري ومهني مع تلقينهم قواعد الثقافة العسكرية المبنية على التحلي بالانضباط والشجاعة وتقوية روح الالتزام والمسؤولية و إذكاء روح الانتماء للوطن وتعزيز روح التضحية و المواطنة ونكران الذات. ومع صعودها الحافلة التي تقلها رفقة زميلاتها المجندات الى إحدى مراكز التكوين ، تكون الحياة اليومية لشيماء قد دخلت منعرجا مهما وحاسما ، اذ بعيدا عن حضن الاسرة و دفئها ، ستنفض الشابة الخجولة عنها غبار التقوقع ، و ستكتسب عبر الخدمة العسكرية ، مهارات نوعية تمكنها من إبراز مؤهلاتها لتنخرط بقوة في الحياة المهنية والاجتماعية و لتضطلع بدور فاعل وايجابي داخل المجتمع. ولوج الخدمة العسكرية ، تقول شيماء وهي مرتدية بدلة رياضية تحمل الالوان الوطنية ، هو تشريف قبل أن يكون تكليف ، بل يعد قبل كل شيء واجبا وطنيا ومرحلة ضرورية في حياة كل مواطنة ومواطن لتقوية الشعور بحب الوطن والتشبث بالهوية والثوابت الراسخة للأمة ، و يعكس المساواة في الحقوق و الواجبات بين مختلف فئات الشعب . وبثقة كبيرة في النفس ، تطمح شيماء في خلق الاستثناء داخل أسرتها المحافظة ، لتكون أول عنصر يلج سلك الخدمة العسكرية و الهدف المنشود ولوج الاعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بحكم ولعها بالخدمات الاجتماعية لتعكس بالتالي نموذجا ناجحا في محيطها المجتمعي و قدوة لباقي قريناتها . و هكذا ،تكشف شيماء بنبرة ملؤها الاعتزاز ، انها خطت الخطوة الموقفة الاولى عندما بادرت بشكل تلقائي وذون أدنى قيد الى ملء استمارة الاحصاء لأداء الخدمة العسكرية مبرزة ان الاقبال المنقطع النظير للاناث على هذا الامر شجعها كثيرا ودفعها لتكون ضمن أوائل المنخرطات في مجال الخدمة العسكرية . و تضيف أن الوصلات الاعلانية التي تعرف بالخدمة العسكرية زادتها إيمانا وثقة في اختيارها الطموح بالنظر للمبادئ التي تحملها و المتمثل أساسا في بناء وتعزيز التماسك الوطني والتمازج الاجتماعي بين المجندين وفتح فرص اندماجهم في الحياة المهنية والاجتماعية، وتكوين وتدريب قاعدة من القوات الاحتياطية من أجل اللجوء لها عند الضرورة للمساهمة في الدفاع عن حوزة الوطن . ومما لاشك فالإقبال المنقطع النظير لفوج المدعوات والمدعوين للخدمة العسكرية برسم موسم 2019-2020 على مختلف الوحدات العسكرية المنتشرة عبر ربوع المملكة، ينم على رغبة كبيرة من شباب المملكة ذكورا وإناثا في التعبير عن وطنيتهم الصادقة والاستفادة من مميزات الخدمة العسكرية، على أمل الالتحاق بسلك الجندية لاحقا أو الحصول على تكوين يؤهلهم لولوج سوق الشغل بشكل سلس ومعقلن .