- ياسن العماري : سيحضى الرحالة المغربي محمد خموش بتكريم من طرف مهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بمدينة أصيلة.وأعرب خموش في تصريحات للجريدة الإلكترونية طنجة24،عن سعادته لهذه الإلتفافة التي تأتي بعد حوالي 20 سنة من التجوال حول العالم،وساهم خلالها في تقديم عدّة دراسات عن البلدان الإسلامية. الدورة الثالثة من المهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية،طوال أيام 14 الى 17 من أكتوبر الجاري،ستشهد تقديم محاضرة لمحمد خموش الشهير بإبن بطوطة الصغير،حول تجربته الغنية التي تحصّل عليها خلال أسفاره المتعددة المستمرة إلى حدود الآن. وبالموازاة مع ذلك ستنظم في إحدى القاعات التي سيوفرها المهرجان،معرضا لمقتطفات من الصور التي إلتقطها خموش خلال رحلاته الوثائقية الكثيرة،العاكسة لمظاهر الحياة في بلدان كالصين ومالطا والهند وماليزيا وتركيا ومصر. وترجع رغبة محمد خموش الجامحة في السفر،إلى الرابع من يوليوز من سنة 1995،بعدما إطّلع على الحضارة الإسلامية وبَحَثَ في تاريخ العلماء المسلمين.وقرأ عن البيروني وإبن سينا،وسليمان التاجر وأبوزيد السيرافي.وكان سفره حول العالم مُسْتوْحا من سفر الرحالة العالمي إبن بطوطة. محمد خموش هو من مواليد مدينة العرائش سنة 1963،وهاجر إلى بريطانيا منذ نعومة أظافره.أصبحت تنمو بدواخله رغبة في سبر أغوار الحضارة والعمارة الإسلامية،رافعا شعار "على خُطى إبن بطوطة". خموش هو أيضا فاعل جمعوي في صفوف الجالية المغربية المقيمة في بريطانيا، وفي سنة 1987 و1989 أسس فرقتا "نومادس" و"صوت المغرب" التي أعرب الفنان الراحل محمد باطما عن إعجابه بأداء أعضائها،وقدمت العديد من السهرات الموسيقية لفائدة الجالية المغربية والزوار . طموح إبن بطوطة الصغير لا حدود له،فهو حائز على الحزام الأسود في الفنون القتالية، وأنجز بحثا فريدا من نوعه عن "جهود المسلمين في رياضة الدفاع عن النفس" . لم ينسى خموش مسقط رأسه العرائش حيث رجع إليها مؤخرا،وقام بتشييد منزل أخذ منه سنوات عدّة،محوّلا إياه إلى تحفة معمارية إختار لها مكانا داخل حيّ شعبي . ويطالب العديد من المهتمين بالتراث والثقافة الإسلامية بتحويل منزل محمد خموش،إلى متحف للمهتمين بالحضارة الإسلامية .فمنزل خموش يضم غرفا تقتبس من فن العمارة الأندلسية والصينية والمغربية زخارف وأشكال هندسية تسلب الألباب، نقلها حرفيا من قصر الحمراء في غرناطة، ومن مساجد إشبيلية. زار إبن بطوطة الصغير أكثر من سبعين دولة، ولا يزال يتمنى أن تراجع إيران قرارها برفض منحه تأشيرة لزيارتها. وفي هذا الصدد يقول خموش لطنجة24 بأن إيران هي من الدول القلائل التي لم يزرها،وعن السبب وراء ذلك يقول خموش "السفارة الإيرانية في لندن رفضت منحي التأشيرة بدون إبداء تبريرات لذلك". متمنيا من الممثلية الإيرانية مراجعة قرارها ليتمكن من زيارة بلاد فارس وحضارتها العريقة،حتى يكتمل مسار رحلته التي أطلق عليها "على خطى إبن بطوطة".