– محسن الهاشمي (تطوان): بعد اعادة انتخاب عبد المالك أبرون رئيسا لفريق المغرب التطواني، فإن الانظار تحولت مباشرة إلى المدرب الاسباني سيرخيو لوبيرا الذي أصبح مطالبا بتحقيق نتائج ايجابية في مقبل المباريات وإلا فالرحيل مآله. وتبقى مباراة الديربي بين المغرب التطواني واتحاد طنجة يوم الجمعة المقبلة، أحد التحديات الكبرى التي سيواجهها هذا المدرب الاسباني الشاب، حيث أصبح مطالبا بالفوز في الديربي على فريق اتحاد طنجة على ملعبه وأمام جماهيره من أجل استمرار الثقة في كفاءته. والغريب في الامر أن أغلب المساندين للفريق التطواني الذين كانوا بالأمس يواجهون الانتقادات للرئيس أبرون، حولوا جميعا أنظارهم إلى هذا المدرب، وكشروا عن أنيابهم استعدادا للمطالبة برحيله في حالة انهزم المغرب التطواني في الديربي، رغم أن لوبيرا المسكين لا ناقة له ولا جمل في المآل الذي انتهى اليه بطل المغرب في مناسبتين. لوبيرا أمسك بزمام الفريق في وقت حرج جدا لا يقبل تحمل مسؤوليتها مدربون كبار، واستطاع بأن يعود بالفريق إلى الواجهة وفرض اسلوبه على اللاعبين، وهو الاسلوب الذي مكن الفريق من الاطاحة بفريق الرجاء البيضاوي بملعبه في ثاني مباراة للوبيرا، وأوصله إلى دور المجموعتين في دوري أبطال افريقيا. أسلوب لوبيرا المتميز وجد أرضية متوفرة ساهمت في بروزه، وهذه الارضية هي اللاعبين، فمنذ مجيئه إلى بداية الموسم الحالي كان المغرب التطواني يتوفر على أجود اللاعبين بخبرة قوية، وبالتالي استطاع لوبيرا أن يجمع بين جودة وخبرة اللاعبين وأسلوبه، فأفرز فريقا قويا قادرا على الذهاب بعيدا في كل المنافسات. هذا الفريق القوي، تم تفكيكه بشكل تدريحي غريب منذ بداية الموسم، برحيل محسن ياجور ومرتضى فال وأحمد جحوح، ولاعبون اخرون متميزون من مثل رفيق عبد الصمد المتألق مع اتحاد طنجة. وبالتالي فإن الفريق فقد الجزء الثاني من قوته وهم العناصر البشرية التي كانت تشيد البناء المحكم للمغرب التطواني، ورحيل هؤلاء اللاعبين لا يتحمل مسؤوليتهم المدرب بقدر ما يتحملها رئيس الفريق. الان لوبيرا يمتلك فريقا بأسماء جديدة لم تتكيف مع أسلوبه وطريقة لعبه ولم يسبق لها أن خاضت مع المغرب التطواني منافساته القوية في دوري أبطال افريقيا منذ البداية، ولهذا فإن هزائم المغرب التطواني المتتالية لا تبدو غريبة بل هي مفهومة شكلا ومضمونا، ولا يتحمل المدرب الهامش الاكبر من مسؤوليتها. ولهذا نقول، إذا كان عبد المالك أبرون ينفي مسؤوليته في رحيل اللاعبين الجيدين ويقول أنه كان مجبرا على ذلك، فعلى الاقل لا يجب تحميل المسؤولية للمدرب واقالته في حالة هزيمته في الديربي، لأن اقالة المدرب لن تفيد في شيء في الوقت الراهن، ولم يكن هو في الاصل من باع اللاعبين. لوبيرا قضى فترة مهمة بالمغرب التطواني وأصبح مطلعا على الكرة المغربية بشكل مقبول، وبالتالي الان هو الخيار الافضل للفريق، وبما أن الفريق يعيش فترة البناء من جديد، فلا يوجد أفضل بنًاء الان مثل سيرخيوا لوبيرا.