– متابعة: لم تعد همجية الأمن الإسباني الجاثم عند الحدود الوهمية لمدينة سبتةالمحتلة، تفرق بين ممتهن للتهريب المعيشي، وبين باقي الأشخاص الذين يرغبون في التنقل بصورة قانونية إلى الثغر السليب، بصورة متوافقة مع مقتضيات القوانين المعمول بها. فقد تعرضت إحدى السيدات المغربيات، إلى اعتداء شنيع من طرف عناصر الحرس المدني الاسباني، خلال عبورها إلى داخل المدينة المغربية المحتلة. وتعود تفاصيل الحادث، عندما كانت السيدة عتيقة الشافعي، وهي أم في منتصف الأربعينات من العمر، تهم رفقة والدتها ذات الثمانينات من العمر، بالمرور بصورة قانونية عبر معبر "تارخال"، إلى داخل مدينة سبتةالمحتلة، لاقتناء بعض أغذية علاجية من أجل ابنها المصاب بأحد الأمراض الخطيرة، حيث تعرضت لاعتداء بشع من طرف عناصر الحرس المدني، مع احتجازها ليلة كاملة، طالتها خلال ذلك معاملة مهينة وسيئة، موجهين إليها تهمة الاعتداء على عناصر الأمن في محاولة للتغطية على الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له. السيدة عتيقة الشافعي، وهي الحاملة للجنسية المزدوجة المغربية والإيطالية، وفي تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له من طرف الامن الاسباني كما روتها على أمواج اذاعة كاب راديو في برنماج "محطات" قالت أنها دخلت المدينةالمحتلة برفقة حماتها التي تبلغ من العمر حوالي 83 سنة بشكل عادي لاقتناء مواد غذائية خالية من مادة "الغلوتين" باعتبار أن لديها طفلا يعاني من مرض نادر يجعله لا يحتمل هذه المادة، وأنها عندما كانت بصدد المغادرة غير بعيد عن معبر "تارخال" تفاجأت برجل أم اسباني يركلها بقدمه، ولما أبدت احتجاجاها، قام رجل الأمن بضربها مرة ثانية بهراوة على مستوى ذراعها، فبدأت بالصراخ ليتجمع حولها عناصر الأمن الاسباني، حيث تبين لهم أنها حاملة لجواز سفر ايطالي. وأمام دهشة رجال الأمن الاسباني، عمدوا إلى تغيير استراتيجيتهم في التعامل معها من خلال احتجازها وتلفيق تهمة الاعتداء على عناصر الامن لها، لتقضي ليلة كاملة في مركز الامن بالمدينةالمحتلة، ذاقت خلال ذلك تعامل مهين لها وحرمانها من أبسط حقوقها وخاصة الاتصال بأسرتها وتمكينها حتى من الماء الصالح للشرب في وقت كانت حماتها الكبيرة السن وحيدة بالمدينةالمحتلة ولا تعرف لا هي ولا أسرتها مصيرها . المواطنة عتيقة الشافعي أكدت في تصريحاتها لذات المحطة الإذاعية التي تبث من مدينة طنجة، أنها لن تتنازل عن حقها وستتابع مؤسسة الأمن الاسباني بالكامل وليس رجل الأمن الذي اعتدى عليها فقط وأنها اتصلت بالسفارة الايطالية وسجلت شكايتها عند مؤسسة محمد الخامس للتضامن والأمن بمدينة الفنيدق والنيابة العامة بتطوان وقدمت شكاية أخرى بالمدينةالمحتلةسبتة . ويرى مراقبون، أن هذه الواقعة تأتي لتزكي ثبوت الاتهامات المؤكدة حول عدوانية رجال الأمن الاسبان في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والتي طالما تورطت في اعتداءات مجانية وبعنف مبالغ فيه تجاه مواطنين مغاربة وخاصة منهم ممتهني التهريب المعيشي الذين تتعامل معهم المؤسسة الأمنية الاسبانية بعدوانية وعنف كبير في وقت تدعي فيه هذه المؤسسة احترامها لحقوق الإنسان .