– محسن الصمدي: بعد ثلاثين يوما من الصوم عن الأكل والشرب والشهوات، يأتي عيد الفطر ليعيد الحياة في مدينة طنجة إلى ما كانت عليه قبل شهر رمضان المبارك، حيث يشهد هذا اليوم إقبالا منقطع النظير على مجموعة من الأماكن التي كان الطنجاويون على قطيعة معها بسبب عادات وتقاليد هذا الشهر. وتعرف كل من محلات بيع الأكلات الخفيفة "سندويش" والقاعات السينمائية، توافد عدد كبير من الأشخاص الراغبين في تغيير روتين الشهر المنصرم والإستمتاع قليلا بعطلة العيد، حيث تحتشد جماهير غفيرة أمام أبواب هذه الفضاءات قصد نيل حصتهم من الأكل أو المتعة. ويرجع عمر الناجي، المتخصص في علم الإجتماع، الإقبال على هذه أماكن في هذا اليوم بالذات، إلى طبيعة سكان طنجة اللذين إعتادوا مقاطعة المحلات التي تقدم خدمات متعلقة بكل من المتعة والأكل طيلة شهر رمضان، وذلك من أجل التفرغ للصلاة والعبادة، وهو الأمر الذي يدفعهم إلى التوجه إليها سريعا فور إنقضائه. وأضاف الناجي، في تصريح لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن هذه العادة جديدة ولم تكن معروفة من قبل لدى سكان المدينة، حيث إعتاد هؤلاء منذ القدم على تخصيص يوم عيد الفطر لصلة الرحم عبر زيارة الأهل والأصدقاء، أو الجلوس في البيت لإستقبالهم، إلا أن هذا بدأ يندثر شيئا فشيئا مع تطور وسائل التواصل. أما محمد السليماني، صاحب محل لبيع الأكلات الخفيفة، فقد أكد أن عادات الطنجاوين وتقاليدهم هي من دفعت بهؤلاء إلى القدوم إلى مثل هذه الأماكن، حيث تقوم العائلة بمنح الأطفال نقودا كنوع من "العيدية" أو كما يسميه سكان المدينة "فلوس العيد"، مما يدفعهم إلى صرفها فيما إشتهت نفسهم وحرموا منهم طيلة رمضان. وعن الإقبال على القاعات السينمائية في هذا اليوم، أوضح محمد الكوردو، أن القاعات السينمائية تتوقف عن العمل خلال الشهر الكريم وتستأنفه في أول أيام عيد الفطر، مما يجعلها مناسبة مواتية للقائمين عليها من أجل جلب أخر الأفلام وعرضها في هذه المناسبة، وهو الأمر الذي يدفع عشاق هذا الفن إلى التقاطر على القاعات ومشاهدة العروض بكثافة. ورغم هذه المظاهر الجديد والمستحدثة، فللعيد في مدينة طنجة نكهته الخاصة والمميزة، والتي تتمثل في لقاء الأهل والأحبة، وتبادل التهاني والتبريكات، بالإضافة إلى مشاركة الطعام والحلويات بين العائلة والجيران.