– غزلان اكزناي: تواصل فرقة "عود الرمل للتراث العربي"، شق طريقها الفني بثبات في طريق التميز، حيث استطاعت منذ تأسيسها سنة 2011 على يد الفنان الطنجاوي، الموسيقار محمد رشيد التسولي، أن تتبوأ مكانة مرموقة في سلم النجومية، بعدما سطع نجمها بقوة في مجال الفن الكورالي. "اسم الفرقة مستمد من اسم آلة موسيقية، ويتعلق الأمر بعود أصيل مغربي الأصل يتكون من أربعة أوتار، لم يعد قيد الاستعمال من طرف العازفين"، يشرح رشيد التسولي، أبعاد تسمية الفرقة التي أسسها سنة 2011. ويوضح التسولي متحدثا لصحيفة طنجة 24 الرقمية، أن الفنان عمر المتيوي، كان هو أول من أعاد الاعتبار لهذه الآلة ويوجد 11 نموذجا منها في كبريات المتاحف العالمية، مبرزا أن إطلاق اسم "عود الرمل" على فرقته الفنية، ياتي كتأصيل لهذه الآلة الموسيقية المغربية. منذ بداية سنة 2011، أشرف الفنان رشيد التسولي، على تدريب بعض الطلبة الجامعيين، فأنشأوا ناد للموسيقى و الغناء بأحد كليات المدينة، وبعد ذلك التحق به بعضهم في برج الحجوي، حيث كان التدريب مع مجموعة من الموسيقيين بعضهم هاوٍ و اَخرون محترفون، فجاءت فكرة تكوين مجموعة اَلية صوتية في اَن واحد، أُطلق عليها اسم عود الرمل. وتعمل الفرقة على تنظيم أنشطة ثقافية و فنية، من أجل تبادل الخبرات مع الجمعيات المهتمة بالفن، وطنية كانت أو دولية، وتتكون من فعاليات فنية و علمية، و مجموعة من الأطباء و المهندسين وشباب جامعين، الذين يمثلون قنطرة عبور التراث الفني، إلى الجيل الجديد. غير أن نشاط الفرقة ارتبط أكثر بالموسيقى العربية الوطنية و الموشحات،كما تشتغل في إطار الغناء الصوفي عبر الموسيقى الكلاسيكية، و تتميز موسيقى المجموعة أيضا بألحان دينية. أما التدريبات فتتم أسبوعياً تحت إشراف مؤسس الفرقة، و اختيار المقطوعات يتم من طرف الأستاذ المشرف بتوافق مع اللجنة الفنية. وقد حققت الفرقة كثيراً من الأعمال الجيدة، أبرزها المشاركة في برنامج شذى الألحان, والمشاركة في مهرجان طرب طنجة، إضافة إلى المشاركة في مهرجان مولديات البوغاز، و أخيراً في تكريم الشاعر المغربي الكبير عبد الرفيع الجواهري، لتحفر في تاريخها الإبداعي ذكريات جميلة تختلف نكهة الواحدة منها عن الأخرى. لكل عمل جاد تشجيع وتقدير، و هذا ما تعرفه الفرقة، فما تقدّمه من أعمال يرفع لها القبعة من جمهور ومسؤولين و كذا المهتمين بهذا المجال، رغم كل الصعوبات و العراقيل. ويقول محمد رشيد التسولي في هذا الصدد أن "هناك صعوبات لوجيستيكية ومادية، وصعوبات تتمثل في العقليات سواء المرتبطة بالأعضاء أو الجمهور أو الناس ككل". صعوبات وعراقيل لم تنل شيئا من عزيمة أفراد الفرقة ، وهذا ما يؤكده الأستاذ رشيد التسولي قائلا "ومع ذلك فإننا استطعنا كسب إعجاب مجموعة من المحبين الذين فهموا الغاية من عملنا الداعي إلى المحبة و السلام و الوسطية والاعتدال". و يبقى الغناء الكورالي نقطة الانطلاق الرئيسية لفرقة عود الرمل، التي تتشابك الموسيقى والشعر في قاموسها، ليرقى أداءها بذوق المتلقي، عبر الجمع بين التراث والحداثة، ودخول الموسيقى عن طريق "روحها " وما تثير فيه من أحاسيس، وعندما تصل إلى الروح، تتغلب على كل الصعاب..