– السعيد قدري (صور حمزة البوكاري): يتجدد موعد عشاق رياضة الفروسية والثقافة العريقة لمنطقة شمال المغرب، مع فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفروسية الدولي "ماطا"، الذي يحتضنه مدشر "زنيد"، الواقع ضمن النفوذ الترابي للجماعة القروية "أربعاء عياشة" بإقليم العرائش، على مدى الفترة الممتدة ما بن 22 و 24 ماي الجاري. يواصل هذا المهرجان الذي تنظمه الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي و الثقافي، وتحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو، إحياءه لتراث ظل إلى حدود وقت قريب ، مجالا خصبا للتباهي بالخيول وتقديم عروض تحضرها مختلف الفرق المحلية والوطنية. ويسعى المهرجان المنظمة نسخته هذه السنة تحت شعار " الرأسمال اللامادي محرك للتنمية"، بحسب ما أعلن عنه المنظمون في ندوة صحفية بمدينة طنجة، تجسيد أواصر الثقافة المحلية بمنطقة اجبالة لتصل بلوحاتها عبر محوري الفروسية وعروسة ماطا لكل أنحاء العالم ، وذلك من خلال اللعبة التي تنفرد بها قبيلة بني عروس كرمز مبهر لجمالية ما تخص به الطبيعة تلك المنطقة التي نبعث منها ثراث الثقافة كقلعة ترسم من خلالها المداشر والقرى المجاورة الفرجة و التسلية. وفي تصريح له بالمناسبة، اعتبر نبيل بركة، مدير المهرجان، متحدثا لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن مهرجان "ماطا" الدولي"، يشكل امتدادا مجتمعيا للمدرسة المشيشية الشاذلية، والتي من مقوماتها الأساسية ترسيخ القيم و الثوابت الروحية و الوطنية. وأضاف بركة أن إحياء هذا الموروث الحضاري المغربي الأصيل و الحفاظ عليه و صيانته ليمتد إشعاعه من المحلي الجهوي إلى الوطني ثم إلى الدولي كرأسمال لامادي لما يمثله من قيم هوياتية وطنية صادقة ومن تضامن اجتماعي وتآزر إنساني وبعث للديناميكية في الأنشطة الاقتصادية والإجتماعية والسياحية كدعامة للتنمية البشرية المستدامة بالمنطقة. وتمني اللجنة المنظمة، جمهور هذه التظاهرة الثقافية، بمواعيد غنية بانشطة وفقرات متنوعة، ستشكل أقوى لحظاتها لعبة "ماطا"، التي تشكل إرثا توارثه أبناء منطقة بني عروس أبا عن جد كرابط بين دينامية حاضر واعد ومستقبل مشرق، إضافة إلى سهرات فنية يحييها ثلة من الفنانين المغاربة الحاملين لمشعل أنماط موسيقية متنوعة، تتخللها فقرة فكاهية للكوميديان حسن ومحسن. وتعتبر لعبة "ماطا" الشهيرة من التقاليد العريقة في منطقة جبالة، حيث يجتمع السكان عقب الانتهاء من إنجاز العمل التضامني الذي يتجلى على الخصوص في تنقية الحقول من الأعشاب الضارة وفي فترة الحصاد، من أجل الاحتفال والتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية في فنون الفروسية التي يتميز بها أبناء المنطقة. وقبل بداية الاحتفال يتم اختيار ثلاث نساء لهن دراية بإعداد عروسة "ماطا" وتقمن بتزيينها ويحضر شباب القرية لاستلامها، وتتفق النسوة على اختيار شاب معين له مواصفات كأن يكون صاحب الحصان القوي والسريع من أجل منحه العروسة وتحذيره من أن تضيع منه أو تسقط في يد القبائل الأخرى المنافسة. وتنطلق سربات الخيول الخاصة بشباب القرية موحدة على مسافة معينة وعند الوصول إلى ميدان اللعب تبدأ عملية توزيع الأدوار وتحضر مجموعات من قبائل أخرى تطالب أيضا بالعروسة "ماطا" فيبدأ الصراع من أجل الحصول عليها والاحتفاظ بها.