– متابعة (صور: زكرياء العشيري): بباقاته الإنشادية المتعددة الألوان واللغات، لم يخلف الفنان التركي المقدوني المولد، مسعود كرتس، موعده مع فئة من جمهوره العريض في المغرب، من خلال السهرة الثانية للمهرجان الدولي للسماع والمديح "مولديات البوغاز"، التي تولى تنشيطها، محققا بذلك أمنية شريحة عريضة من محبيه وعشاقه. فبأغنيته الجديدة "تبسم" من آخر ألبوماته، استهل الفنان مسعود كرتس، فقرته المبرمجة في ثاني سهرات هذا المهرجان الذي انطلق يوم الخميس الماضي، ويمتد إلى غاية اليوم السبت، قبل أن ينطلق في تأثيث هذه الأمسية، بالعديد من الأناشيد والأغاني الدينية، المستوحاة من كلمات شعراء مرموقين وكذا قصائد مستمدة من التراث الصوفي بعربه وغيره، إلى جانب أغاني سبق أن أداها بشكل مشترك مع فنانين آخرين، أمثال ماهر زين. ولم يمنع اختلاف اللغة التي أدى بها الفنان الكبير، مجموعة من أغانيه خلال هذه السهرة، جمهور المهرجان، من مختلف أنواع التجاوب، مما يعني أن الفن وسيلة لا محيد عنها للتقريب بين الشعوب، مهما اختلفت لغاتها وثقافاتها. وأصدر الفنان مسعود كرتس، المولود سنة 1981، أول ألبوم له كان سنة 2004 بعنوان "صلوات" ، يتضمن أناشيد بثلاث لغات ، التركية والإنجليزية والعربية ، من بينها أغنية أعدها بتعاون مع المنشد سامي يوسف ، كما أخرج ألبومه الثاني عام 2009 بعنوان "الحبيب" ، يضم أغنيتين مع ماهر زين وعرفان مكي. وكان جمهور السهرة الثانية لمهرجان "موليات البوغاز"، أيضا على موعد مع سفر روحاني في عوالم من التراتيل والابتهالات، أبدعت في أدائها بشكل راق مجموعة "الإمام الغزالي" برئاسة الحاج محمد الحنيني، التي قدمت تحفا من مأثورات المديح النبوي الخالد، في تناغم مع روح المهرجان الذي يقدم برنامجا غنيا ومتنوعا. ولقيت إبداعات هذه الفرقة التي تأسست بمدينة طنجة، سنة 1993، هي الأخرى، تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، لا سيما في الشق المتعلق بالتراث الجبلي، التي تألق أفراد المجموعة في تقديمها على نحو لافت. ويتضمن برنامج اليوم الأخير، بالإضافة إلى الفرقة الوطنية للمديح والسماع، التابعة للطريقة البودشيشية القاردية، فسيكون الجمهور مع أقوى لحظات المهرجان، ويتعلق الأمر بمشاركة الفنان العالمي ماهر زين، في ثاني مشاركة له في مدينة طنجة. ويهدف المهرجان الدولي للمديح والسماع (مولديات البوغاز)، إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية المغربية وفير ثرائها ويصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي وبعض الطقوس الدينية التي تنسج علائق وثيقة بين ماض مجيد وحاضر يتطلع للأفضل.