- متابعة: عرف معرض الصناعة التقليدية لشمال المغرب، الذي احتضنته مدينة طنجة، منذ السبت الماضي وإلى غاية اليوم الخميس، تحت شعار "حرف الشمال .. فن وابتكار"، إقبالا منقطع النظير، ما يعكس اهتمام ساكنة المنطقة ورغبتها في الاطلاع على نفائس إبداعات الحرف اليدوية الأصيلة. وفي هذا السياق، أكد المشاركون في المعرض، الذين يمثلون أزيد من 30 تعاونية وجمعية تنتمي إلى جهتي طنجة-تطوانوالحسيمة-تازة-تاونات، أن هذه التظاهرة، التي تهدف إلى تمكين ساكنة المنطقة من اكتشاف غنى وأصالة التراث الحرفي بالمناطق الشمالية، على الاهتمام الذي حظوا به من قبل الزوار، الذين قدر عددهم بالآلاف، والذين تهافتوا ليس فقط للاطلاع على المعروضات بل وأيضا على اقتناء منتوجات الصناعة التقليدية تقديرا منهم لإبداع الصانع التقليدي وتشجيعا له على مزيد من العطاء والاجتهاد والابتكار. وأشار منظمو المعرض إلى أن العائدات التي حققتها التعاونيات والجمعيات المشاركة في المعرض تجاوزت 130 ألف درهم، مبرزين أن هذه التظاهرة حققت نجاحا كبيرا، ليس فقط على المستوى المادي بل وساهمت كذلك في توطيد العلاقات التي نسجت بين الصناع التقليديين والمستهلكين الذين وقفوا عن قرب على جودة وأصالة وجمالية منتوجات الحرف اليدوية الشمالية. وقال رئيس جمعية النجارين بطنجة محمد القجال "إن اختيار موقع المعرض وسط المدينة كان موفقا مما ساهم في تدفق كبير لزائري المعرض من مختلف شرائح مجتمع مدينة البوغاز"، مبرزا أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لتشجيع الصناع التقليديين بالمنطقة الشمالية على المثابرة والاجتهاد اكثر للمحافظة على الحرف اليدوية الأصيلة من الزوال. كما أكد ذات المصدر حاجة الصناع التقليديين إلى فضاءات دائمة مخصصة لعرض منتوجات الصناعة التقليدية، وتشجيع الشباب على التعاطي للحرف التقليدية عبر التكوين المهني في مختلف المهن التقليدية وعقد شراكات مع وزارة السياحة لترويج وتسويق هذه المنتوجات بشكل منظم، لتقريب واطلاع السياح على الثقافة المغربية الأصيلة والموروث الحضاري الوطني. من جانبه، أكد الكاتب العام لتعاونية المنتوجات الجلدية بتطوان محمد بعبد النور أن الاستفادة المادية للصناع العارضين خلال هذه التظاهرة كانت مهمة والدليل على ذلك أنه حقق شخصيا حجم مبيعات بلغ 60 ألف درهم خلال أيام التظاهرة التي لم تتجاوز ستة أيام، وهو ما يدل، من وجهة نظره، على اهتمام ساكنة منطقة طنجة والنواحي بالمنتجات الجلدية التقليدية من مختلف الاشكال والأنواع. وأشار محمد بعبد النور إلى أن المنتوجات الجلدية المغربية تلقى اهتماما كبيرا وإقبالا بنفس الحجم في مختلف دول العالم خاصة في الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا، مضيفا أن لديه طلبات كبيرة من خارج المغرب لاقتناء المنتوج الجلدي الوطني الأصيل. وفي نفس السياق، قال عضو غرفة الصناعة التقليدية بتطوان حسن موساوي إن زوار المعرض أبانوا عن اهتمام ملحوظ ب"الخرقة" الوزانية والجلباب و"القشابية" المصنوعة من الصوف، التي تم نسجها بأشكال عصرية جديدة تراعي مختلف الأذواق، مشيرا إلى أنه تم بمناسبة المعرض عرض مجموعات واسعة من المنتوجات الصوفية لتلبية رغبات وطلبات الرجال والنساء والأطفال مواتية لمثل هذا الفصل من السنة. ودعا المتحدث، بالمناسبة، إلى تنظيم لقاءات منتظمة لتمكين الحرفيين من تبادل الخبرات والتجارب ودعم المهن التقليدية على مستوى الإنتاج والتسويق حتى يساهم قطاع الصناعة التقليدية أكثر فأكثر في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية. وكان لإبداعات الصناعة التقليدية بنون النسوة حضور وازن خلال هذا المعرض، الذي شكل فرصة لعرض منتوجات الفخار القروي التي جادت به قريحة صانعات تقليديات من واد لاو والحسيمةوتاونات، بالإضافة إلى منتوجات أخرى مصنوعة من ألياف الدوم، والشيح والحلفاء والقصب من منطقة مريجا (جرسيف) وبني فراسن من تازة ومواي بوشتى الخمار (تاونات) والرواضي (الحسيمة). كما تعرف زوار المعرض على منتجات تقليدية تهم صناعة الخشب المطعم والمزخرف التقليدي وعلى مصنوعات فنية واكسيسورات جلدية مختلفة ومنتوجات فلاحية مجالية تمثل مختلف المناطق القروية لشمال المغرب. ويندرج تنظيم هذا المعرض في إطار مخطط تنمية الصناعة التقليدية المسطر من طرف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووكالة انعاش وتنمية شمال المغرب، والممول من طرف الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.