الصورة: الملك محمد السادس يشرف على إطلاق مشروع القرية لارياضية بطنجة (أرشيف) طنجة 24 – متابعة: مستنيرا برؤيته المتبصرة وإرادته القوية وعزمه الأكيد على جعل المواطن المغربي بمختلف شرائحه ينعم بحياة رغدة قوامها الكرامة والعدالة والمساواة الاجتماعية، حرص الملك محمد السادس، على جعل 2014، على غرار باقي سنوات حكمه ، سنة إطلاق المخططات الحضرية الكبرى وفتح الأوراش التي شملت مختلف المجالات التنموية، كما تدل على ذلك برامج التأهيل الحضري الضخمة التي أعطى انطلاقتها بعدد من المدن على رأسها طنجةوتطوان. وأعطى الملك محمد السادس المثال الحي والدليل الساطع على التزامه الراسخ حيال مواصلة مسلسل البناء والتشييد الرامي إلى جعل المواطن المغربي قطب الرحى في كل عملية تنموية شاملة ومستدامة، الأمر الذي تجلى من خلال المشاريع البنيوية الكثيرة التي رأت النور على يدي جلالته خلال السنة الجارية. والواضح أن 2014 شكلت سنة إطلاق البرامج والمخططات الحضرية الكبرى بامتياز، والتي حرص الملك محمد السادس على إيلائها عنايته الفائقة، اعتبارا لمساهمتها القوية في الرقي بالمشهد الحضري وتحسين الجاذبية الاقتصادية للمدن المغربية وجعلها فضاء يضمن الحياة الكريمة للمواطن، وذلك على غرار برنامج طنجة الكبرى، والبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018). والأكيد أن هذه البرامج الضخمة، تعكس الحرص الدائم للملك محمد السادس على مواصلة مسلسل تأهيل الأقطاب الحضرية للمملكة، لاسيما تلك التي طالما عانت من عدة اختلالات بنيوية وهيكلية، وتمكينها من بنية تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، فضلا عن تزويدها بمختلف المرافق الحيوية الكفيلة بمواكبة الطفرة العمرانية والاقتصادية والديموغرافية التي تعيش على إيقاعها، ومن ثم ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام لهذه الحواضر الكبرى. ولعل جل هذه المخططات البنيوية المهيكلة، التي تقوم على مقاربة مجددة وخلاقة في ما يتعلق بأفقية واندماج وتناسق التدخلات العمومية، والتي تمت بلورتها تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير النسيج الحضري لمختلف مدن المملكة وفق رؤية متناغمة ومتوازنة، تروم مواكبة النمو الحضري والديموغرافي الذي تشهده المدن المستهدفة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، ودعم مكانتها كقاطرات اقتصادية لجهاتها، وتحسين بنياتها التحتية السوسيو- ثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها. وهكذا، فإن هذه الرؤية الملكية ستمكن، من الارتقاء بمدن طنجةوتطوان، إلى جانب حواضر كبرى بالمملكة، إلى مصاف كبريات الحواضر العالمية، لاسيما من خلال تثمين موروثها الثقافي والحضاري، والحفاظ على منظوماتها الإيكولوجية، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب، ودعم الحكامة الجيدة، وتقوية وتحديث تجهيزات النقل، وبعث الدينامية في الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية، بما يجعلها مدنا جذابة مستقطبة للخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وسعيا من الملك محمد السادس إلى ضمان أسباب رفاه المواطن المغربي وتمكينه من إطار عيش كريم، شكل إطلاق أو تدشين أوراش البنيات التحتية الأساسية علامة بارزة للزيارات التي قام بها في سنة 2014 إلى مختلف ربوع المملكة، وهو ما يتضح، على سبيل المثال، من خلال إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز "سد خروب" الذي يروم دعم تزويد جهة طنجة- تطوان بالماء الشروب والماء الصناعي. وتأتي هذه المشاريع البنيوية المهيكلة، لتؤكد العزم الملكي الوطيد على جعل القطاع الفلاحي محفزا هاما لتحقيق النمو الاقتصادي المتوازن والمستدام بمجموع جهات المملكة، وعاملا رئيسيا في النهوض بالمناطق القروية، عبر تطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي والتحكم في تدبير المناطق القروية، فضلا عن كونها تندرج في إطار استمرارية سياسة السدود التي ينتهجها المغرب منذ عدة عقود، سعيا إلى إغناء البنيات المائية الوطنية، وتعزيز منظومة الري، والحماية من أخطار الفيضانات. وإلى جانب مجموع هذه المنجزات المشهودة، حظيت البنيات التحتية الثقافية الكبرى بنصيبها من الرعاية والتتبع الملكيين، وذلك على ضوء المشاريع الكثيرة التي خرجت إلى حيز الوجود خلال السنة الجارية، من قبيل تدشين مسرح "محمد السادس" بوجدة، وإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز المسرحين الكبيرين لكل من الرباط والدار البيضاء، والتي تأتي جميعها لتحسين ولوج الساكنة المحلية لبنيات التنشيط الثقافي والفني مع كل ما يرتبط بذلك من تطوير الملكات الفكرية والطاقات الإبداعية. وكان الملك محمد السادس، خلال زياراته الميدانية المكثفة لمختلف ربوع الوطن لإطلاق مشاريع الخير والنماء، يجد في استقباله حشود المواطنين الذين حجوا بكثافة لتحيته ومباركة خطواته السديدة، بما يؤكد بالملموس، تشبث الشعب المغربي القوي بملكه وتجنده الدائم خلف قيادته الرشيدة، لما فيه خير هذه البلاد ورفعة وعزة أبنائها.