– متابعة: دعا المشاركون في أشغال ندوة وطنية بطنجة، اليوم الخميس، كافة الفاعلين في مجال الإعلام، إلى الإنخراط الفعال في مسلسل الدفاع عن قضايا الوحدة الترابية، وفي مقدمتها مغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة، والمساهمة في فضح المخططات الهادفة إلى النيل من وحدة البلاد. وأكد المتدخلون في الندوة، التي احتضنها مركب "بيت الصحافة" بلطنجة، والمنظمة تحت شعار "دور الإعلام في الدفاع عن الثوابت الوطنية"، ان دور الاعلام والمجتمع المدني باعتبار موقعهما وتأثيرهما الوطني والدولي ، لم يعد محصورا في نقل الحدث عن قضية الصحراء الوطنية بل يتعداه الى مواجهة الأكاذيب والمغالطات وافتراءات اعداء الوحدة الترابية للمغرب من خلال الحقائق التاريخية والدلائل العلمية المادية الملموسة والحجج الدامغة . واعتبر المتدخلون خلال هذا اللقاء المنظم بمناسبة بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، أن دور الاعلام على وجه التحديد، وانطلاقا من رمزيته المعرفية والمعنوية داخل المجتمع، يبقى أساسيا في التأثير على الراي العام الدولي إسوة بالأدوار التي يمكن ان تضطلع بها كل مكونات المجتمع والنخبة الثقافية والأكاديمية ،خاصة امام الطفرة الاعلامية التي يعرفها مجتمع المعرفة بالمغرب والتي يمكن ان تشكل نقطة قوة اضافية للدفاع عن حق المغرب في صحرائه ،والذي تثبته الروابط الانسانية والروحية والثقافية والاجتماعية وبيعة أهل الصحراء المغربية لملوك وسلاطين المغرب. وفي هذا السياق، أكد محمد الخضراوي رئيس المرصد القضائي المغربي للحقوق والحريات بالمناسبة أن اهمية اللقاء، الذي يجمع بين اعلاميين وحقوقيين وباحثين وفاعلين من المجتمع المدني، تكمن في وحدة رأي المغاربة حول قضية الصحراء المغربية واستعدادهم الدائم والمتواصل للدفاع عن الوحدة الترابية، مشيرا الى ان تنظيم هذه الفعالية موازاة مع الاحتفاء بالذكرى ال39 للمسيرة خضراء يعكس قيم المواطنة الحقة للمغاربة، خاصة وان المسيرة الخضراء تجسد قيم النضال والعطاء والتضحية والوحدة . واضاف الخضراوي، ان الضرورة الاخلاقية والنضالية والنزاهة الفكرية تستدعي تضافر جهود كل المغاربة على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم المعنوية وتحمل مسؤولية الدفاع عن الوحدة الترابية باعتبارها شأنا وطنيا شكل دائما مرجعا للوطنية الحقة ولوحدة المغاربة والتفافهم حول العرش العلوي المجيد. وأوضح الخضروي، ان اللقاء الذي يسائل دور الاعلام والمجتمع المدني في تكريس الثوابت الوطنية هو ايضا خطاب موجه لكل اصحاب الضمائر الحية لتضافر الجهود بصيغة الجمع من اجل استكمال مسيرة القيم والحقوق والنضال والوحدة التي انطلقت مع المسيرة الخضراء وقبلها مع نضالات الشعب المغربي من أجل تحقيق الاستقلال، والتعريف بالقضية الوطنية عبر الدلائل والبراهين المادية الواضحة والادوات القانونية والشرعية التي يشكل الاعلام فضاء لنشرها وإبرازها لتوضيح الرؤى لدى من يحتاج الى مزيد من التوضيح . ومن جهته، قال سعيد كوبريت، رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، ان هيئات المجتمع المدني والاعلام بكل اشكاله اصبح لها، بحكم التحولات الديموقراطية والسياسية العميقة التي يعرفها المغرب، قدرة ترافعية مهمة للدفاع عن القضايا الاساسية للمغرب، التي تشكل فيها قضية الوحدة الترابية أولوية الاولويات. واضاف كوبريت، ان مهمة الاعلام في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية هي مهمة نبيلة تنسجم كليا مع اخلاقيات مهنة الصحافة وتاريخها الوطني البارز وقناعات رجالاتها من جيل الرواد و الأجيال المتعاقبة، مبرزا ان دفاع الاعلام عن قضية الصحراء المغربية يتوافق ودور الاعلام في حفظ الذاكرة الوطنية ومواجهة الاكاذيب والمغالطات وحفظ الهوية الثقافية الوطنية المتماسكة والموحدة بتعدد روافدها . واعتبر المتدخلون أن اللقاء الذي يخلد ايضا ذكرى المسيرة الخضراء بحمولتها الوطنية والروحية ، يشكل منطلقا لوضع خريطة طريق للمجتمع المدني بكل روافده ومكوناته وتشعباته الفكرية والمهنية من اجل تكثيف الجهود الجماعية للدفاع عن قضية الوحدة الترابية عبر مقاربات اعلامية تتماشى والتحولات التي يعرفها العالم على مستوى وسائط التواصل والاتصال الحديثة. وموازاة مع اشغال الندوة الوطنية نظم بيت الصحافة بتنسيق مع المرصد القضائي المغربي للحقوق والحريات معرضا لوثائق ومخطوطات تاريخية هامة ذات أبعاد ومضامين قانونية و اجتماعية وثقافية تكرس عمق وعدالة قضية الوحدة الترابية للمغرب التي تؤكدها الحجج والبراهين الراسخة. واكد عبد الوهاب سيبويه رئيس الجمعية المغربية للمخطوطات وحفظ ذاكرة الصحراء المغربية، في تصريح له، ان هذا المعرض يعرف بالموروث التاريخي والثقافي والحضاري للمناطق الجنوبية من المغرب من خلال مجموعة من الوثائق والمخطوطات القيمة ،المغربية والأجنبية ،التي تؤرخ لتاريخ يمتد الى نحو 6 قرون وتبين بالملموس علاقة سكان الصحراء على مدى التاريخ بسلاطين المغرب وارتباطهم الوثيق بالوطن الام. وتشير الوثائق المقدمة في هذا المعرض، الذي سيحل قريبا بمختلف مناطق المغرب ،حسب المصدر ذاته، الى رابط البيعة الشرعية لأهل الصحراء للملوك العلويين ومشاركة أهل الصحراء المغربية في النضال والدفاع عن حوزة المغرب ضد الاستعمار الغاشم ،مبرزا ان المعرض ببعده الدلالي والرمزي والعلمي التاريخي والشرعي يقدم صورة شاملة عن نضالات المغاربة سواء في الجنوب او في الشمال من اجل وحدة الوطن وبناء صرح النماء والازدهار.