ادت التساقطات المطرية والثلجية خلال الأسبوع الجاري إلى ضرب الحصار على منطقة اوزيغمت بجميع ساكنتها البالغ عددها ازيد من اربعة الآف نسمة على طول نهر امكون انطلاقا من افلفال الى غاية تغزوت ، حيث اوقعتهم الطبيعة في سجن مغلق تحت رحمة البرد الشديد ونفاذ المؤونة والامراض الزكامية وتاثيرات ثاني اكسيد الكاربون و التي ادت بمجموعة من الصغار الغثيان ، بالاضافة الى ما تشكله البنية السكنية من مخاطر قابلة ان تتحول الى مقابر جماعية في اية لحظة . انقطع كل شيء السير والمسير والحركة ليصبح السهل عبارة عن حالة الغروب تحت سقف غيوم ملبدة وامطار عاصفية خلقت الرعب بين الاطفال والنساء والشيوخ .ليجد اعضاء هيئة التدريس وخاصة الوافدات الجديدات انفسهن في عالم محكوم عليهن فيه بالانتظار بجميع انواعه : انتظارالانفراج الطبيعي انتظار مجيئ التلاميذ من مسافات بعيدة الى الحجرة الوحيدة ، انتظار من يسأل عن احوالهن داخل البيت اليتيم ، انتظار الانتقال قبل استكمال السنة الدراسية وحرق الفصول بغية التمتع ببداية صيف اوزيغمت الجميل و انتظارالتوصل باخبار من الاهل عبر انقطاعات شبكة الهاتف ، او على الاقل انتظار تدخل المخزن لفك العزلة وانقاذ تلك الام الحامل الآتية من عمق المغرب العميق محملة على البغل الى حدود قمة تيزي نايت احمد .فكان الامل حلم الجميع وكان الجميع حلم الامل في فك العزلة وعودة الروح الى اوزيغمت الام التي لاتنام . على الساعة التاسعة صباحا من يوم الاثنين 21نونبر 2011 انطلقت الجرافة بعد الحاح السكان الذين تركوا ذويهم تحت رحمة الطبيعة ، ولكن لسوء حظهم توقفت عند مطلع تيزي نايت احمد لتعود الى امسكار امجيال ومعها عادت خيبة امل الساكنة مع وقف التنفيذ وهنا بامكونة الاباء والاخوة وبعض الاساتذة في وضعية السراح المؤقت في انتظار انطلاق الجرافة مرة اخرى ربما غذا اوبعده ولكن على ابعد تقدير قبل يوم الجمعة .... صيحات هي مؤلمة في واقع تتبجج فيه ابواق الدعايات الانتخابية في تلفيف الوعود في ورق الهدايا الزاهي الالوان من اجل سرقة احلام وامال فقراء ومهمشي هذا الوطن الذي يئن من عمق جراح النهب والاختلاس والاغتناء اللامشروع على حساب المال العام وابقاء الحالة على ما كانت عليه . وانا اشارككم هموم مواطنين يعيشون تحت عتبة الفقر ، قفزت الى ذهني فكرة الوعد بفك الحصار ولو بصفة مؤقتة هل ستساهم في عودة امل المشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح المخزن ممثلا برلمانيا للمنطقة . وكيفما كان الحال فالساكنة تطالب بفك العزلةالشاملة باحداث بنية طرقية ومدارس للتمتع كايها الناس بالحق في حرية التنقل والكرامة الانسانية .وكل فصل شتاء وانتم في حصار في انتظار انتخابات جديدة .