ان الزائر هذا الصباح الاثنين 22 يوليوز 2013 الى المركز الصحي بقلعة امكونة يوحي له المشهد بانتفاضة او اعتصام جماهيري بل كل ما في الامر هو تقاطر المرضى باعداد تفوق المائة ، صراخ الاطفال وضجيج النساء وحرارة انتظار الطبيب الوحيد الذي وصل متأخرا بازيد من ساعتين عن موعد العمل القانوني ، كل هذا وذاك اضفى على المكان مشهدا سورياليا لمسرحية ابطالها ممثلي الشأن العام المحلي ، وضمائر جمعيات المجتمع المدني التي اوكل لها امر الترافع عن حقوق المواطنين البسطاء في الصحة والكرامة ... تآمر الجميع على القدرة الشرائية لهذا المواطن البسيط الذي حضر الى هذا المركز الصحي البئيس منذ صلاة الصبح ليظفر بالرقم التسلسلي الذي سيمكنه من مقابلة معالي الطبيب ، الذي ثار الاسبوع الماضي في وجه ازيد من اربعين مريضا ليجدون انفسهم خارج المركز بعد انتزاعه وزرته مغادرا المركز ، فلم يجد هؤلاء بد من البحث عن آذان تصغي لمعاناتهم وحسب تصريح السيد ايت ح – م : خرج الطبيب غير مبال بانين وآهات المرضى مزبدا وصارخا في وجهنا : سيرو فين ما اعجبكم ذهبنا نحن السبعة اربع نساء وثلاثة رجال نيابة عن الاخرين متوجهين نحو الباشوية لمقابلة السيد باشا المدينة ، واستقبلنا السيد قائد قيادة خميس دادس الذي ينوب عنه بقوله اذهبوا وارفعوا شكايتكم الى ممثليكم ببلدية قلعة امكونة ، وعند وصولنا استقبلنا السيد الرئيس والذي بدوره عبر عن اسفه الشديد لهذا الوضع الصحي فقط، وها هو السيد الطبيب لازال يمارس نفس السلوك : التاخر في الوصول – الزبونية في الاستقبال – الخروج قبل الوقت – فواتيردوائية مبالغ فيها ... من طبيعة الحال يعتبر القطاع الصحي من اهم القطاعات التي تولى الدول و الجماعات المحلية التي تحترم مواطنيها اهمية كبيرة نظرا لارتباطها بحياة المواطنين ولكن بمدينة قلعة امكونة اقليم تنغير كرامة و حياة المواطنين ليست لها قيمة ولا تدخل ضمن البرامج الاستراتيجية للشأن المحلي رغم المعاناة اليومية للساكنة بوجود طبيب واحد بهذا المركز لأزيد من عشرين الف مواطن لا بتوفير شروط العلاج او سواء من حيت غياب اوعدم استعمال الاجهزة الموجودة .. بل ايضا السكوت عن الاختلالات و التجاوزات والخرق الصارخ لمبادئ حقوق الانسان في الصحة والكرامة ..كل هذا على حساب فقراء المنطقة ومحتاجيها وفي المقابل نجد ان هذا الوضع يخدم صالح القطاع الطبي المحلي الخاص . وفي النفس السياق صرح م ح : لقد رز ت هذا الصباح اطباء القطاع الخاص بالمدينة وعلى الساعة التاسعة صباح وجدت الرقم الاخير مابين 32-40-38 يعني استحالة ان يرى الطبيب ابني ... وفي قراءة بسيطة لهذا الوضع نطرح اسئلة في امل ان يجيب عنها معالي وزير الصحة : ما مبرر مغادرة ثلاثة اطباء كانوا يعملون بنفس المركز الصحي وفي خدمة نفس الساكنة ؟ ما الوجه الحقيقي للوضع الصحي لمواطن قلعة امكونة ؟هذه الاعداد الهائلة للمرضى لا تعني لوزارة الصحة أي شيء ؟ما هي المدة الزمنية المعمول بها دوليا في الفحص الطبي العادي ؟ هل من جودة امام فحص ازيد من اربعين مريضا في اليوم ؟ .... وأمام الازمة الصحية في قلعة امكونة المرضى الفقراء يوجهون نداء لوزير الصحة ومندوبه الاقليمي و الجهوي بالتدخل العاجل والفوري لفتح تحقيق فيما يعرفه هدا المركز من تجاوزات خطيرة اصبحت تهدد الصحة بالمنقطة واتخاذ الاجراءات والتدابير العاجلة وتطبيق القانون واحترام وحماية حياة المواطنين .