ترددت عن الكتابة حول مسودة الدستور الجديد، ثم دعوت إلى التصويت بنعم رغم أن الدستور الحالي لم يصل إلى الملكية البرلمانية، رغم أن الدولة احتكرت الدين و لم تصل إلى العلمانية، رغم جعل الأمازيغية لغة ثانية في الترسيم و الشك حول القوانين التنظيمية التي ستجعل منها لغة رسمية في الأوراق فقط. ثقت في خطاب الملك و حلمت بيوم جديد و غد أفضل. مع بداية الحملة بدأت أصدم بعقلية المخزن و من يخططون له، بداية عند خروج مسيرات مؤيدة ثم قمع متظاهري 20فبراير بزرواطة الأمن و بعد غضب الاتحاد الأوروبي تم استعمال "الشمكارة" لقمع التظاهرات المنادية بمقاطعة الدستور. هنا بدأت أشك في جدية الإصلاح. و بعد حضور اجتماع جمع فيه القائد سكان جماعة قروية جبلية حثهم على التصويت بنعم للدستور الجديد و بذلك ربط بين نعم للدستور و نعم للملك. عند هذه اللحظة تأكدت من أن لا شيء تغير نظرا لتدخل الداخلية و انعدام ظروف المنافسة النزيهة، و استعمال المال العام في تمويل حفلات و حملات نعم للدستور. استيقظت تمام الساعة 06:30 توجهت إلى القسم و جدت رئيس الصندوق و ثلاثة ملاحظين، أعددنا كل ما يلزم الاستفتاء، دخل أول المصوتين فأدلى بصوته، ثم ثاني و ثالث... ثم دخل رجل مسن فصوت و طلب من الرئيس بأن يصوت عوضا عن زوجته فقبل الرئيس، لم أفهم أي شيء، سألت الرئيس هل التصويت على الدستور فرض كفاية؟ أجاب بأن تعليمات القائد تلزمه على تقبل الأمر. لم أستطع فعل أي شيء فأنا نائب الرئيس فقط أما الملاحظون فقد تم اختيارهم بعناية: الأول يتجاوز 75 عاما و لا يعرف أي شيء عن مهمته، الثاني رجل بسيط لن يقول لا للقائد مخافة الانتقام منه عند الحاجة، الثالث يعمل بالجماعة و لن يقول للقائد لا و إلا طرد من عمله، الرئيس موظف بالجماعة. دخل أحد تلاميذي حاملا بطاقة أمه فقال "تناون ما كرات نعم" أمي تطلب منكم التصويت لها بنعم، فصوتنا بنعم. دخل شاب فصوت نيابة عن أفراد أسرته، ثم دخل الأب فقلنا له أن ابنك صوت سابقاََ ! فقال غاضبا "متا لستفتاتغ دغي" ما هذا الاستفتاء؟ .استمر يوم التصويت كفرض كفاية صوت فيه الحاضرون نيابة عن الغائبين أو المقاطعين. يمكن أن يكون أحد أبناء المنطقة من مؤسسي حركة 20 فبراير و في الأخير يصوت أبوه أو أمه عوضا عنه. عند الساعة 19:00 وصلت نسبة المصوتين إلى 97.45 في المائة و كان عدد المصوتين 115 من مجموع المسجلين 118 فوجدنا 113 نعم و 2 لا. اعرف من صوت ب 2لا علانية بدعوى السهو، و أظن أن النتيجة معدة سابقا. هذا اليوم عرف نشاطا مهما للمقدم و الشيخ و كائنين أحدهما يعمل لصالح الدرك الملكي و الآخر يعمل لجهاز أجهله، المهم أنهم يدخلون البيوت و القسم و هواتفهم لا تخرج من آذانهم. مر يوم الاستفتاء و عدت إلى منزلي، أشعلت التلفاز، برنامج على قناة 2M أحد السياسيين يتكلم عن الديمقراطية، بصراحة أحسست بالغثيان و لم أستطع متابعته و لو لدقيقتين، بدلت القناة فشاهدت حيوانات على قناة وثائقية، أفضل العيش في مملكة الغابة و لا العيش في مملكة ديمقراطية دستورية برلمانية اجتماعية.... إنهم قتلوا في الرغبة في الحلم. إن الاستمرار في الكذب و ممارسات الماضي سيخلق جيلا لن يرد عليكم سوى بكلمة واحدة "ارحل" فتحاولون الإصلاح و لو بجدية و تسمعون "ارحل". بدلا من الديمقراطية و الشفافية و حقوق الإنسان و المال أعطوني الصدق.