أجدني من جديد مضطرا لمناقشة بند من بنود القانون الداخلي الذي وزع على لاعبي حسنية أكادير لكرة القدم من أجل التوقيع عليه، فصراحة ، ولو استند على ما شئنا تخيله من " قوانين نموذجية" مصدرها الجامعة، فإنه لاينسجم مع واقعه، ولعل من يجادل في غياب تلك الملاءمة مطالبا بأن يدلنا جزاه الله خيرا على إسم لاعب مغربي واحد، مارس في البطولة الوطنية ، فتحول إلى ملياردير كما هو شأن لاعبي البطولات الاوروبية والاجنبية ؟ ، فكيفما كانت الأحوال، نتلذذ جميعا بالتغني بأسماء كبيرة، وهي في العمق حكايات درامية جدا ، جلها تم التنكر له بعد توقف مسيرته الكروية . ومن البنود الغريبة جدا التي نعتقد أنها تستوجب النقاش، بند يحرم كل لاعب نال بطاقة حمراء من الاستفادة من مكافأة الفوز( البريم)، ويقلص حجم مكافأة أي لاعب نال بطاقة صفراء إلى النصف ... نحن مع هذا القانون في حالة واحدة ، هي حالة استهتار اللاعب ، ونيله لجزاء بعيدا عن مجريات مباراة ( مثل الدخول في شنآن مع حكم ، مع جمهور، المبالغة في الأداء الخشن...)، لكن، عدم تقييد البند باستثناءات تفرض عقد اجتماع للحكم بصددها، لايستقيم مع كون بعض القرارات التاديبية مصدرها تحكيم مترهل وضعيف ، كما أنه بالمقابل، سيحول هذا البند تماما دون اللاعب والقتالية في الأداء ، احتياطا من مصير لاتؤمن عواقبه، ودعونا نركز على حالتين للحسنية من باب التوضيح : 1/ في مباراة سلا ، لم يرتكب الحارس الاحمدي في الأصل أي خطإ يستوجب لا ضربة جزاء ولا طرده ، ومنطقيا، لو طبقنا البند العجيب ، لحرم الاحمدي من مكافأة التعادل خارج الميدان ، ودعونا نتصور نفسيته في المباريات القادمة . 2/ في مباراة الانبعاث ضد الجديدة ، اضطر المدافع الماتوني الى ارتكاب خطإ للحيلولة دون تعديل الزوار للنتيجة، وطبعا، لو تجنب المدافع البند الغريب، لما خرجت الحسنية بفوز أصلا من المباراة ، والامر الواضح هو استفادة لاعبين من مكافأة كبش فداءها المدافع. نرى ، لو كان خط وسط الحسنية شغالا خلال مباراة الحسنية ضد الجديدة، هل سيتحمل الدفاع وحده ثقل المباراة ؟ فنحن نعرف أن تحمل عبء هجوم الخصم قلما يمر دون قرارات زجرية من الحكام ، وبالتالي ، هل في مثل هذه الاشكالية التي يتحملها الطاقم التقني بالدرجة الاولى مدعاة لحرمان المدرب نفسه من المكافأة المضاعفة ؟. صراحة ، يقتضي منا الفكر جميعا عدم المجازفة بقوانين غير مدروسة في كل أبعادها ، فكرة القدم لعبة جماعية يصعب أحيانا أن نختصرها في عطاء هذا أو ذاك ، بل، إن كان مثل هذا البند يخدم مصلحة المسيرين وميزانيات الفرق ، فإنه يبقى من علامات انحطاط البطولة ، بفعل الوأد البطيء للقتالية واللعب بمحفز الانتصار ، بل، نخشى من تحول مساراته نحو قرارات تحكيمية أكثر إثارة للجدل. بقلم : محمد بلوش