سجلت أخر مقابلة لفريق حسنية اكادير بملعب الانبعاث هذا الموسم غيابا كليا لجمهور الفريق السوسي والذي عود المتتبعين على الحضور لمؤازرة الفريق في السراء والضراء ، وجاءت مقاطعة الجمهور للقاء بناء على قرار أبرز مجموعة لتشجيع الفريق " الترا إيمازيغن" الذين قرروا المقاطعة وهو حدث له أكثر من دلالة إذا عرفنا أن المجموعة ظلت ومنذ تأسيسها سنة 2006 وفية لمبدأ هام من مبادئ الإلترات ، حيث كانت حريصة دوما علي التواجد إلى جانب الفريق في كل المقابلات داخل وخارج الميدان مهما كانت الظروف ،وبالرغم من الغياب أصرت المجموعة على بعث رسالة واضحة لمن يهمه الأمر تضمنتها اللافتة التي علقت بالمكان الذي اعتادوا التواجد به " الفيراج " لتشجيع الفريق وحملت اللافتة عبارة واحدة فقط وهي كما في الصورة " نريد التغيير..." فما هو يا ترى التغيير المنشود من هذه الجماهير التي تعد من مكونات الرأي العام الرياضي بمنطقة سوس؟؟؟ فيما يلي محاولة لتقريب القارئ الكريم من التغيير المنشود – حسب وجهة نظر كاتب هذا المقال - مع اقتراحنا لإدارة الموقع بأهمية فتح المجال أمام مواضيع واجتهادات آخرى لفهم التغيير المنشود بنادي حسنية اكادير لكرة القدم : *على مستوى التسيير العام للفريق : يريد الجميع مكتبا مسيرا "بوضع الشدة والكسرة على الياء" وليس مسيرا "بوضع الشدة والفتحة على الياء" من قبل شخص واحد يقوم بكل شيء من التعاقد مع مدرب الكبار وجلب اللاعبين إلى إحصاء الأقمصة المتلاشية وتعداد قنينات الماء قبل كل لقاء ، مكتب متجانس يضم فعاليات ذات تكوين في التدبير والتسيير العصري لها مكانة وإشعاع في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بالجهة متشبعة بثقافة التدبير والتسيير الحديث . *على مستوى إدارة النادي : يريد الجميع أن يشمل التغيير طريقة التسيير الإداري الحالي المتسم ب "الصناعة التقليدية " حيث تناط أغلبية المهام لمستخدمة بالنادي تحولت مع مرور المواسم إلى الآمرة الناهية في كل شيء بدأ من مهام تسليم الشيكات للاعبين " المنح والرواتب"وما يرافق ذلك من تعجرف، إلى التكفل بكل المشتريات التي تهم الفريق ،و بمهام الوساطة بين القائم الأول بأمر النادي وباقي الفروع ،إلى مأمورية التجسس على إقامة اللاعبين واتخاذ القرارات في حقهم ،وغيرها من المهام التي لا ندري من يكلفها بذلك ،ولماذا يستبعد المسيرون الحقيقيون لتناط الأمور الحساسة إلى المستخدمين ، فمن حق جمهور النادي أن ينشد التغيير وان يحلم بناد ( يصرف حاليا أزيد من مليار سنتيم سنويا ) يتوفر على إدارة إدارية قوية وفعالة مع خلق منصب مدير النادي وتوظيف الكفاءات المحلية الشابة ذات الخبرة في مجال التدبير والتسيير العصري . *على مستوى التعامل مع اللاعبين : يريد الجميع مسيرين يحترمون أدامية ّ اللاعب أولا ، وليس " الشاف كابران" الذي يتعامل مع اللاعبين كعمال في ضيعة فلاحية خاصة به ،مع تطبيق الحد الأدنى للأجور تضمن كرامة اللاعب ومستقبله وتمنحه الثقة في النفس والتشبث بالنادي ، وليس كما الحال عليه الآن حيث يتأكد يوما بعد يوم أن 90 بالمائة من اللاعبين بالحسنية لن يترددوا في قبول أول اقتراح يتاح لهم لتغيير الأجواء ولم كان في الهند أو السند . *على مستوى التأطير التقني : ينشد الجميع توفر النادي على مدير تقني فعلي بشخصية قوية وبرنامج واضح يكرس كل وقته اليومي للنادي وفئاته وينسق بين كل مدربي النادي ويسهر على التكوين المستمر لتوحيد طرق التدريب والتكوين بكل فئاته ، وليس شخصا متعدد المهام موزع بين وظيفته الرسمية ومهامه الوطنية والجهوية ومدرسة الفريق ، كما ينشد أصحاب التغيير توفر الفريق على طاقم تقني متكامل لفريق الكبار مكون من مدرب ومساعد له ومعد بدني ومدرب لحراس المرمى لكل اختصاصاته ومهامه ، مع ضرورة حسن الاختيار والتركيز على الكفاءة بذل الولاء للقائم الأول وإتقان التجسس ونقل كل صغيرة وكبيرة في التداريب لولي نعمته ...و التعامل معهم بالمساواة والعدل وليس كما هو معمول به في المواسم الحالية حيث ظل فريق حسنية اكادير الفريق الوحيد من بين فرق القسم الأول والثاني للنخبة الذي لا يقدم أي منحة تحفيزية لمدرب حراسه بل يكتفي براتب شهري هزيل ويطلب منه أن يتحول في مناسبات عدة إلى مساعد للمدرب وتارة أخرى إلى معد بدني . *على مستوى الانفتاح والتواصل : يريد الجميع فريقا منفتحا على كل مكونات محيطه ، انطلاقا من المنخرطين إلى المدعمين والمحتضنين والفاعلين في المجال الرياضي من جمهور ومراسلين صحافيين ... يريد الجمهور فريقا يتوفر على موقع رسمي على الانترنيت يقدم كل مستجدات الفريق وكل أخباره اليومية أولا بأول، وناطقا رسميا فعليا باسم الفريق وليس بشخص يعتقد أن مهام الناطق تقتصر على ما ينطق به شفويا كلما وصل لهيب النار جلباب " الكابران " . *على مستوى التجهيزات الأساسية : يريد الجميع تغيير تعامل بلدية أكادير مع الحالة المزرية لمرافق الملعب ، وينشد الجميع من الفريق التدخل لذا الدوائر المختصة بالبلدية والولاية لتحسين حالة مرافق الملعب فمنذ سنوات الملعب بدون مرافق صحية وبدون ماء صالح للشرب دون الحديث حول المدرجات الأسمنتية الباردة التي تعود إلى مشاريع المندوبية السامية لإعادة بناء أكاد ير، فهل بهذا الإهمال وعدم الاهتمام نريد جمهورا واسعا؟؟ ، وهل بمسيرين غير مؤثرين في محيطهم نستطيع ضمان تغيير تعامل البلدية والولاية مع جمهور فريق يمثل جهة بكاملها ؟ . * العلاقة مع فرق منطقة سوس : يريد الجميع أن تكون هذه العلاقة كعلاقة الأخ الأكبر بأخيه الصغير ، يحنو عليه يساعده ويوجهه ، لا أن يستغله ويقسو عليه ، يريد الجميع علاقة تتسم بالدعم والمساندة ، وليس الاستغلال وتقوية منافسيهم بمناطق أخرى عن طريق استقطاب لاعبيهم بمبالغ مالية تتجاوز ما يقترح على فرق المنطقة حيث غالبا ما يقترح الفريق الاستفادة من بعض أبرز لاعبي فرق منطقة سوس مقابل كرات وأقمصة أو في أحسن الظروف التكفل بإقامة الفريق المعني بفندق بئيس بمراكش والنواحي . *على مستوى النتائج والإشعاع : يريد الجمهور فريقا قويا ينافس على الألقاب خاصة وأنه يمثل جهة تعد هي الثانية بالمغرب على المستوى الاقتصادي ، وليس فريقا يلعب من أجل تجنب النزول " ءامزت ءييي ءادور درح " بالرغم من كونه يضع على أقمصته العلامة التجارية لمؤسسة اقتصادية كبيرة ورائدة في مجالها لا يشرفها طبعا أن يلعب الفريق من أجل البقاء فقط ، لتهتز صورة المؤسسة أمام زبنائها ، خاصة وان الفريق قطع شوطا طيبا في مجال التشبه في كل شيء بفرق القسم الثاني على سبيل المثال لا الحصر " ألوان وشكل الإقمصة ، جلب اللاعبين وأجورهم ، توطيد العلاقات مع فرق القسم الثاني التي ينزل معظمها في ضيافته كلما حلت بالمنطقة لتقابل هوارة ، التنقلات .... " . كانت هذه مساهمة في قراءة الدلالات العميقة للافتة الجمهور التي تنادي بالتغيير حرصت على تقديمها استجابة للعديد من الاتصالات التي تلقيتها منذ يوم الأحد الماضي ، والموضوع مفتوح للنقاش العام والنقد البناء ، لأن ما يحركنا أساسا ليس هو الصراع والاختلاف مع الأشخاص لأنهم إلى زوال طال الأمد أم قصر،ولكن الهم الرياضي وسمعة منطقة بكاملها وطموحات شبابها ، وعلى الذين لم يفهموا ذلك جيدا العودة إلى حفل نادي برشلونه أثناء احتفاله بالفوز بالبطولة يوم الأحد الماضي ليدركوا بعضا مما نقول .