لعل الجمهور القليل الذي تتبع أطوار لقاء فريق جمعة السحايم ضد جمعية آمال الطلبة لبيوكرى ، يوم الأحد المنصرم برسم الدورة 24 من بطولة القسم الثاني هواة ، شطر : عبدة دكالة سوس تانسيفت ، استحضر مشاهد الفيلم المغربي "الكبش" الذي أنتجته القناة الثانية 2007 وأخرجه المخرج الشاب نوفل البراوي ،بطولة كوكبة من الممثلين يتقدمهم المتألق:محمد بسطاوي ،فاطمة وشاي،ثريا العلوي، بنعيسى الجيراري ، خاتمة العلوي،حسن مضياف ... وصور الفيلم بالواليدية (منطقة دكالة)، لأن الحكم السيد محمد الادريسي ومساعديه لا يختلف تحكيمهم كثيرا عن أداء الحكم الذي ظهر في الفيلم بل و يتفوقون عليه في أحايين كثيرة. المقابلة دارت في أجواء مشحونة بين الطرفين باعتبار موقعهما في سلم الترتيب و كونهما مهددان بالنزول للقسم الموالي ، إضافة إلى المشاحنات والملاسنات التي عرفتها مباراة الذهاب. انطلقت المقابلة في ملعب أشبه بالحقل بعيد الحصاد، حيث الأعشاب تكسو جنباته ، تحت هبوب رياح قوية ، لم يستغلها الفريق المحلي في الشوط الأول حيث اعتمد على الكرات الطويلة في اتجاه رأس الحربة طويل القامة ،و طيلة الشوط لم يكف لاعبو الفريق المحلي و طاقمه التقني عن الاحتجاج على التحكيم ، مطالبين بضربات جزاء وهمية في مناسبات عدة ،إلا أن الحكم قاد أطوار الشوط الأول بيد من حديد وكانت جل قراراته سديدة . نقطة التحول في المقابلة كانت هي تسجيل فريق آمال الطلبة لهدف السبق من هجوم مباغث في الدقيقة 36 من الشوط الثاني بواسطة اللاعب التهامي الوضف ،بعد قذفة قوية للمهاجم ابراهيم حوشان لم يتمكن الحارس من صدها لترتد منه ويصوبها اللاعب التهامي موقعا هدف السبق . بعد هذا الهدف تحلق لاعبو وأطر الفريق المحلي حول الحكم ليس للاحتجاج على مشروعية الهدف، وإنما لاتهام الحكم بحرمانهم من ضربتي جزاء صحيحتين في نظرهم ، ووجه له مهاجم الفريق المحلي رقم 19 واللاعب الاحتياطي رقم 10 سلسة من اللكمات القوية أفقدته توازنه وكال له اللاعبون والمسيرون الشتائم و السب والاتهام بالارتشاء ، كل هذا أمام أعين الدركيين اللذين لم يحركا ساكنا مما اضطر الحكم إلى توقيف المقابلة لأكثر من 20 دقيقة ، حتى ظننا أن الحكم لن يواصل المباراة أو على الأقل سيطلب تعزيزات أمنية إضافية حرصا على سلامته هو و مساعديه ، وطيلة مدة توقف المباراة ، ظل اللاعبون المحليون يشكلون طوقا حول الحكم مانعين لاعبينا الوصول إليه ، ومستمرين في تهديدهم ووعيدهم له "بأن لا يخرج من الملعب سالما وانه سيخرج على نقالة إلى مستودع الأموات" في حالة هزيمتهم الثانية داخل الملعب،وأمام ذهول الجميع ، أمر الحكم : محمد الإدريسي باستئناف اللعب دون طرد اللاعبين اللذين أوجعوه لكما وأشبعوه شتما وتهديدا، إضافة إلى المرافقين اللذين حرضوهم على الاعتداء عليه. لم تجد احتجاجاتنا نفعا ، واستأنفت المقابلة التي لم يتبق على نهاية وقتها القانوني سوى 10 دقائق قبل التوقف لمدة ناهزت 20 دقيقة ، إلا أن الحكم أضاف 45 دقيقة بالتمام والكمال ، حتى تمكن الفريق المحلي من توقيع هدف التعادل من قذفة زاحفة ارتطمت بأرضية الملعب و خدعت الحارس . وقبل توقيع هدف التعادل ، وطيلة 45 دقيقة التي أضافها الحكم ،ظل هذا الأخير مستهدفا من لاعبي الفريق المحلي بشكل عدواني ومستفز ، حيث واصلوا مسلسل الشتم والتهديد مما جعل الحكم يسايرهم ويذعن لرغباتهم بل ويطلب من مهاجميهم جهارا أمام استماتة دفاعنا " بالتظاهر بالسقوط في مربع العمليات للحصول على ضربة الجزاء"، حيث لم يعد لاعبو الفريق المحلي يحترمون المسافة القانونية في ضربات الأخطاء ، وينفذون رميات التماس في الموقع الذي يحلو لهم ،و يستعملون المرافق في الاعتداء على لاعبينا ، اللذين أصيب منهم أربعة لاعبين . ومن اللقطات الطريفة التي عرفها اللقاء ولوج كرة ثانية للملعب ، قذفها أحد المتفرجين وكانت متوجهة إلى المرمى وتزامنت مع الكرة الثانية داخل المرمى والحكم يطالب بمواصلة اللعب مما اضطر معه المدافعون إلى إبعاد الكرتين معا خارج الميدان وبعد التوصل بورقة التحكيم ، خلت من الطرد اللهم لمرافق من الفريق المحلي و إنذارين، واحد لكل فريق .... مقابلة غريبة : أرضية غير صالحة ورياح قوية وثلاثي تحكيمي مرعوب وأجواء مشحونة وثلث من الجمهور سكران في غياب تام لتدخل رجلي الدرك الحاضرين اللذين اكتفيا بالتفرج. هذا غيض من فيض عن أحداث مباراة في كرة القدم في قسم الهواة في سنة 2010 ، سنة تأهيل كرة القدم الوطنية وولوج الاحتراف ، والجدير بالذكر أن حافلة فريق جمعية آمال الطلبة تعرضت ، في رحلة الذهاب إلى مدينة جمعة السحايم إلى رشق بالحجارة من طرف فتية ، في منعرج بالطريق الوطنية، أسفر عن تهشيم نافذة الإغاثة الجانبية ،و تمكن اللاعبون من إلقاء القبض على احد الفتية وتم تقديمه إلى مركز الدرك الملكي بتالمست لاستكمال البحث و كشف باقي المتورطين . وفي الأخير،نطالب بتعزيز الأمن في مثل هذه الملاعب وايفاد عناصر الوقاية المدنية مع سيارات الاسعاف وارسال مراقبين للحكام .. كنت دائما أسمع عن التحكيم الافريقي ومهازله ، وكيف اقصي الفريق الوطني من كاس العالم 1974 امام الزايير بعد هزيمته في مقابلة الذهاب ب3-0 وكيف كان الحارس المراكشي الشاوي يلتقط الكرة من الركنيات ويدفعه المهاجمون ليتجاوز خط المرمى ويحتسب الحكم الهدف ، الاأن ما رأيته و عاينتة عشية 16 ماي بملعب جمعة السحايم يفوق الخيال ورغم المجهود المبدول يصعب و صفه بدقة... بيوكرى بقلم :محمد العابيدي