نظمت عصبة سوس لكرة القدم مساء يوم الخميس الماضي زيارة لملعب أكادير الجديد المتواجد بالحي المحمدي وذلك بمشاركة مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة وبعض أعضاء مكتب العصبة وممثلي بعض الفرق السوسية لكرة القدم . وقد انطلقت الزيارة التي تتبعها الكل بشغف وتركيز كبير بكلمة ترحيب من طرف المهندسين المشرفين على تتبع عمليات الأشغال بالملعب ، ثم استرسل المهندس حكيم خليل في إعطاء مجموعة من الشروحات همت كل الجوانب المتعلقة بالأشغال الجارية بالملعب أثناء الجولة التفقدية التي قام بها الجميع داخل الورش . وفي هذا الصدد أكد على أن الممرات المؤدية لولوج الملعب سواء منها الخاصة بالشخصيات الرسمية أو الخاصة باللاعبين وحتى ممرات الجمهور قد وصلت الى مراحلها النهائية ولم يتبقى على إتمامها إلا جزءا يسيرا من الأشغال حيث روعي في ذلك توصيات الفيفا لحماية اللاعبين من أي اتصال خارجي كما أنهم الوحيدون المسموح لهم بولوج آخر نقطة في عمق الملعب بواسطة الحافلة والتي تصل الى ناقص ثماني أمتار عن سطح الأرض ، ومنها يحدث أول اتصال بين اللاعبين والصحافة في قاعة مخصصة لذلك . كما توجد الى جانبها فضاءات مغطاة خاصة بعمليات التسخين وكل المرافق والمستلزمات الأخرى الخاصة باللاعبين . أما على مستوى الطاقة الكهربائية المزودة للملعب ، فقد أكد المهندس المشرف على تتبع الأشغال على أن الطاقة التي يستهلكها الملعب تأتي من ثلاث مصادر وهي : الطاقة الكهربائية المزودة من طرف المكتب الوطني للكهرباء ثم هناك محولات كهربائية أوتوماتيكية تعمل مباشرة في حالة ما وقع انقطاع تيار كهربائي مفاجئ ، بالإضافة الى بعض الآليات لتخزين الطاقة والتي يتم اللجوء إليها عند الحاجة الضرورية . وأضاف على أن هذه المصادر الثلاث للطاقة تسهل عملية إفراغ الملعب من الجمهور الذي يصل الى حوالي 45 ألف متفرج في تسع دقائق فقط بينما بالنسبة للملاعب الدولية الكبرى تصل مدة إفراغها من الجمهور الى أزيد من 12 دقيقة وهذا مكسب هام يفتخر به هذا الملعب وهو راجع بالأساس الى عدد مداخل الملعب التي تصل الى 18 مدخلا و 9 ممرات للوصول الى الأعلى مما يسهل عملية الإفراغ أثناء بعض الحالات الشاذة في وقت وجيز . زيادة على ذلك يتوفر الملعب أيضا على مدخلين رئيسيين للآليات الكبرى بالإضافة الى مدخل يربط ما بين الملعب الرئيسي والملحق ، هذا الأخير الذي يعتبر القلب النابض للملعب الرئيسي لتوفره على كل المحطات والآليات الكبرى التي يسير بها الملعب الرئيسي ، وأضاف السيد حكيم خليل على أن سير الأشغال بالملعب الملحق تسير بوتيرة سريعة وكما سطر لها . وداخل الملعب الرئيسي ثم تشييد حاجز امني وهو عبارة عن خندق يفصل ما بين المدرجات وأرضية الملعب المعشوشبة حفاظا على امن اللاعبين وجاء بناء ذلك بتوصية من طرف الفيفا خصوصا بعد أحداث الشغب التي شهدتها بعض ملاعب العالم الكبرى ، لذلك فهذا الخندق عبارة عن حاجز وقائي بين اللاعبين والجمهور من الشغب الذي قد يحدثه بعض المتهورين من الجماهير عند الغضب ، وأضاف السيد المهندس انه قد تضاف 10 آلاف مقعد آخر إذا ما تم الاستغناء عن هذه الحواجز الأمنية وذلك عند سيادة الروح والثقافة الرياضية بين الجميع ولم نعد آنذاك في حاجة الى مثل هذه الحواجز الأمنية . أما على مستوى التعشيب فقد أكد السيد حكيم خليل على أن هناك مجموعة من الشركات المتخصصة التي تقدمت الانجاز هذا العشب وسيعلن عن الفائزة بالصفقة خلال شهر غشت القادم وسيكون عشب طبيعي من النوع الجيد الذي يتأقلم مع الظروف المناخية للمنطقة والتغيرات التي تعرفها . و أضاف على أن الملعب يتوفر أيضا على 8 ممرات تحيط بالمنطقة المعشوشبة وهي خاصة لألعاب القوى لها مواصفات دولية عالية . وعلى مستوى البناء فقد أكد السيد المهندس على أن انجاز الحصة الأولى قد ثم بنسبة مائة في المائة ووصلت عملية انجاز الحصة الثانية الى حوالي 80 في المائة وفي أواخر هذه السنة سيتم استكمال ما تبقى من البنايات . كما أشار الى أن الشركة المكلفة بالغطاء الحديدي الذي سيهم حوالي 10 آلاف مقعدا أي بنسبة 4700 متر مربع بدأت في وضع آلياتها للشروع في عملية غطاء المدرجات في اقرب وقت كما سيكون الملعب مجهزا أيضا بأزيد من 250 كاميرا للمراقبة الأمنية حفاظا على سلامة الجميع هذا في الوقت الذي لا يتوفر فيه مركب محمد الخامس بالدار البيضاء سوى على ثماني كاميرات للمراقبة من هذا النوع . ونظرا لما قد يتعرض له الملعب من فيضانات خصوصا وانه شيد في منحدر جبلي ، فقد أكد السيد المهندس على انه قد اتخذت احتياطات كبرى لحماية الملعب من هذه الفيضانات كما أن المسؤولين عن المجال الحضري للمدينة يقومون بإنشاء بعض السدود لحماية الملعب والمجال الحضري لمدينة أكادير ككل من هذه الفيضانات . أما على مستوى التزويد بالمياه فقد ثم ربط الملعب بشبكة الماء الصالح للشرب الحضرية كما ثم حفر بئرين على عمق 200 متر لتزويد الملعب بكل حاجياته المائية ، بالإضافة الى توفير بعض الخزانات المائية من سعة 300 متر مكعب لمقاومة الحريق وأيضا لبعض المتطلبات الأخرى الخاصة بالملعب . كما سيتم تركيب شاشتين كبيرتين من فئة 84 متر مربع داخل الملعب لعرض بعض لقطات المباريات على الجمهور . وعلى مستوى الإنارة فقد ثم تجاوز الإنارة عبر الأعمدة وثم تشييد أربعة أبراج للأضواء الكاشفة للملعب تفاديا لما قد تحدثه نسبة الملوحة المتواجدة في الجو المحيط بأكادير بالأعمدة الحديدية . وفي الأخير أشار السيد حكيم خليل الى أن تقدم الأشغال بشكل عام داخل الملعب وصلت ما بين 66 و 67 في المائة ، لكن ذلك لا يعني بأنها متأخرة أو تسير ببطيء بل بالعكس فكل الشركات تباشر عملها وفق الجدولة المسطرة وبإمكان الانتهاء من المشروع في أواخر 2010 كما هو مسطر له ، ويبقى الأساس من كل ذلك هو صيانة الملعب الذي قد يتم تفويته لشركة خاصة حفاظا على هذه المعلمة الرياضية الكبرى . بقلم : حسن العسكري