قبل ان نتطرق للموضوع، نشير الى انه كان بإمكان الجامعة وهي تحسم في ملف الهواة، ان تعتذر لمجموعة من فرق القسمين الاول والثاني هواة عن تأخير بطولة الموسم الحالي، مادامت فرق كثيرة تحملت اجورا شهرية للاعبين تربطها بهم عقود، خصوصا اللاعبين الافارقة، وتحملت اجور مدربين، كما صرفت من اجل اجراء مباريات اعدادية من ميزانيتها المتواضعة،كحالة اتحاد ايت ملول التي خاضت ربما ازيد من 17 مباراة ودية، وادرار سوس الضعيفة الموارد، التي لعبت 10 مباريات، وقس على ذلك اولمبيك الدشيرة، الخيام، اتحاد تارودانت، انزكان وغيرها، ومثلها في اشطر اخرى .. ثم عليها ان تعتذر لأن الملل تسرب للاعبي الهواة، بسبب انتظار الذي يأتي او لا يأتي، خصوصا لاعبي الفرق التي كانت تمني النفس بالاستفادة من الاعفاء من النزول للقسم الثاني هواة، امل لم يكن مطروحا مع نهاية الموسم الماضي، بقدرما احيته بعض الاراء داخل مكتب المجموعة الوطنية للهواة، التي دافعت بشراسة عن فكرة خرق القانون كما كان مسطرا طيلة الموسم الماضي، وهي الثلة التي لعبت دورا سيئا في كل الزوبعة التي اثيرت، وتصدى لها فريق آخر، إليه انضم ممثلو الفرق السوسية ، الذين ابدوا تصديا كبيرا للارتجال، وطالبوا بشيء واحد: مجموعات مشكلة من 48 فريقا ، ولتختر الجامعة التقسيم الثلاثي او الرباعي، مع دعم مادي للفرق ، واعادة النظر في مباراة السد.. الجامعة بحسمها في تركيبة الاشطر الاربع، لم تجتهد نهائيا، بقدرما طبقت القانون، فهو فوق الجميع، وإن كان مغيبا في نهاية الموسم الماضي، حين كانت نتائج بعض المباريات تتغير بشكل غريب مع مرور الدقائق، كما سجلت حصص كبيرة تفوق مستوى الا يشكك فيها احد...لقد كان التلاعب ببعض النتائج واضحا ، الا للعميان، والجامعة تعامت عن المنزلق، وتواطأت مع الفساد الرياضي الذي تحكم فيها، وخلخل بطولة الموسم الحالي ... نحن منطقيا مع المشروعية واحترام ما سطر من قانون، وهنا نؤكد ان موقف رباعي ممثلي فرق سوس مشرف ونزيه، بل، اكثر منه نزاهة موقف نهضة طانطان الفريق المعني بالنزول، ورغم ذلك يراسل الجامعة متقبلا القانون، وهذا موقف لا يقوم به الا النزهاء، ولم تهتم باثارته اقلام اصدقائنا المراسلين الرياضيين، وقد اثاره الموقع في احدى مواده حول هذا الملف... لكن، وكما لاحظنا منذ الموسم الماضي، اي قرار يستهدف تقليص الممارسة، قرار ستؤدي كرة القدم الوطنية ضريبته غاليا في المستقبل القريب، بحيث انه سيمهد لتقليص قادم، في افق تحقيق شطرين من مجموع 12 فريقا عن كل شطر، وهو مطلب قد يكون مخططا له بسهولة، مما يعني الحكم على مناطق جغرافية كثيرة ان لاتكون ممثلة في قسم الهواة، وهذا سؤثر على حجم الممارسة الرياضية على مستوى القاعدة، وربما الحكم على فرق بالضعف والسقوط في مصير اسود، تماما كحالة نجم مراكش، الذي كان في القسم الثاني، ثم هوى للقسم الاول هواة، بعدها شد الرحال صوب القسم الثاني هواة، هذه الاخيرة ارسلته الموسم الماضي الى القسم الشرفي بعصبة الجنوب..نجم مراكش؟؟ وقبله مولودية مراكش، ودفاع بوجدور، وغيرهما ... لقد كنت اتمنى لو اعتمدت الجامعة الاقتراح الثاني، الرامي الى تضمن شطر الجنوب 15 فريقا، بدل 12 ، لان شطر الجنوب مساحة جغرافية شاسعة، وتنضوي تحت لوائه ثلاث عصب جهوية، الجنوب/ سوس/ والصحراء، وخمس جهات اقتصادية تقريبا، جل مدنها ممثلة بالخصوص في القسم الثاني هواة ، وتأثير تقليص عدد اندية القسم الاول يؤثر عليها بشكل مباشر، اذ كلما طرأ تغيير على القسم الاول هواة إلا وظهرت تأثيراته في القسم الثاني هواة.. المسألة في العمق، ان منافسات الهواة لا تحظى باي اهتمام ملحوظ من الجامعة، وربما نحن في المغرب نختصر الممارسة الكروية في القسم الاول للنخبة وبدرجات اقل القسم الثاني، عكس القاعدة الجماهيرية التي تساند فرق الهواة، وعكس المستوى التنافسي الجيد الذي قد يفوق احيانا مستويات القسم الاول والثاني، فالهرم مقلوب اذن، وربما اقصت فرق هواة فرقا من القسم الاول في منافسات رسمية ككأس العرش، مما ينبه الى كون الاصلاح الحقيقي للمنظومة الكروية بالمغرب، لابد اولا ان يعيد للعصب الجهوية شرعية وجودها، ولا بد كذلك من اعادة النظر في سياسة الجامعة تجاه بطولة الهواة، فهذه البطولة التي نقزمها اليوم، هي الخزان الفعلي الذي يزود فرق القسمين الاول والثاني بالمواهب، وطبعا لسنا في حاجة الى لائحة نماذج، فهي معروفة لدى محبي كل فريق في تلك الاقسام العليا... بقلم: محمد بلوش/