توظيف أمعاء البشر لتهريب المخدرات تقنية جديدة ابتدعها المهربون للإفلات من أجهزة المراقبة، من خلال ابتلاع مجموعة من الكبسولات المحشوة بمادة الشيرا والكوكايين،مما يفرض على شرطة الحدود والجمارك أن تستعين بأجهزة متطورة لكشف ما بداخل أمعاء المسافرين. هذا ما حصل بحر الأسبوع الماضي حين ضبطت شرطة الحدود بمطار أكادير المسيرة عصابة إجرامية مختصة في التهريب الدولي للمخدرات عبر المطارات المغربية وهي محشوة داخل كبسولات تم ابتلاعها من قبل مغربيْن مهاجريْن ومتزوجين يقيمان بإسبانيا اضطرتهما أزمة العمل هناك إلى الرجوع مؤقتا إلى الوطن ليحترفا نقل وتهريب المخدرات إلى فرنسا عبر مطارأورلي. وجاء تفتيش شخصين ينحدران من بني ملال أكثر من مرة بعدما انتابت الشكوك رجال الأمن حولهما ،حينما انتبهوا إلى جوازي سفرهما وكونهما يسافران معا إلى فرنسا ذهابا وإيابا أكثر من مرة وفي نفس الوقت ومن مطارات مختلفة من فاسومراكش وطنجة ثم أكَادير،مع أن هيئتهما لا توحي بأنهما من رجال أعمال حتى يقوما برحلات متتالية وفي أوقات متقاربة. الشكوك استدعت تفتيشهما من جديد واستدعاء طبيب لفحص أمعائهما،كما حاصرتهما الشرطة القضائية بالأمن الولائي بأكَادير بمجموعة من الأسئلة قبل أن تحيلهما على الطبيب المختص بالمستشفى الحسن الثاني،وأثناء خضوعهما للكشف بالأشعة عن محتويات أمعائهما اعترفا تلقائيا بابتلاعهما لمجموعة من الكبسولات تقدرإجمالا 237 كبسولة تحمل كل واحدة 10غرام من الشيرا ليصل مجموع المخدرات المبتلعة داخل أمعاء المهربيين 2 كليوغرام و200غرام من مادة الشيرا. وحسب محضر التحقيق التمهيدي الذي أنجزته الشرطة القضائية بالأمن الولائي باكادير،صرحا المتهمين كونهما يقومان فقط بنقل البضاعة إلى فرنسا مقابل 10000درهم لكل واحد عن كل عملية يتلقيانها من مروج للمخدرات بفرنسا،والذي يتكلف زيادة على ذلك المبلغ بمصاريف الفندق وتذكرة الطائرة.كما صرحا أنهما يتلقيان البضاعة بالمغرب محشوة في كبسولات من قبل مزود يقطن بتطوان بعد أن تعرفا عليه في إحدى حانات الخمر، والذي اقترح عليهما العمل معه للحصول على المال مستغلا أزمتهما المالية. واعترفا الظنينان بكونهما قاما إلى حد الآن بأربع عمليات ناجحة عبر ثلاثة مطارات بكل من مراكشوفاس وطنجة قبل أن تلقي عليهما شرطة الحدود القبض بمطار أكَادير المسيرة.