لم تجد السلطات الإقليمية باشتوكة آيت باها مرة أخرى غير استعمال القوة العمومية للرد على الإضراب الذي تنظمه عاملات وعمال شركة دونا إكسبور، وكان استعمالها هذه المرة أكثر وحشية، إذ تم الاعتداء على مجموعة من المناضلات والمناضلين الذين لم يجدوا حتى من ينقلهم إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج، وتم اعتقال العديد من أعضاء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (وأطلق سراحهم فيما بعد).. وشاركت مختلف التشكيلات الأمنية - كما هي العادة - في الهجوم الوحشي لضرب حق العمال في ممارسة الإضراب والمطالبة بحقوقهم، حيث تشارك قوات التدخل السريع والدرك الملكي والقوات المساعدة ورجال السلطة وأعوانها وبعدد وعتاد هائل وغير مسبوق لإرهاب العمال وثنيهم عن الاستمرار في كفاحهم المشروع وكسر شوكة العمل النقابي بالإقليم. وإذا كانت السلطات الإقليمية ترفض حتى استقبال ممثلي الاتحاد العام للشغالين بإقليم اشتوكة آيت باها، فكيف سنتحدث عن قيام حوار مسؤول من أصله؛ وفي الوقت الذي تسخر السلطات كل إمكاناتها المادية والمؤسساتية لضرب وجود الاتحاد العام للشغالين بدون مبرر يذكر !! حيث يتم منع كل الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات التي ينظمها المكتب الإقليمي والقطاعات المنضوية تحت لوائه وفق القانون، وتواجه كل تحركاته بإرهاب السلطة الذي يجسد صورة سلبية عن الدولة ولا يتماشى على الإطلاق مع التوجيهات الملكية، حيث تتعامل السلطات بمعايير مزدوجة مع المكونات النقابية، فتترك البعض يفعل ما يريد/ بل تشجعه وتفتح له أحضانها وتعقد جلسات الحوار معه محليا وإقليميا وتعطي التوجيهات لبعض المشغلين لتقديم صنوف الدعم له، في حين تواجه نقابتنا بإقفال الأبواب وسياسة الهروب إلى الأمام وفرض الأمر الواقع. من جانب آخر، ترفض السلطات الإقليمية تنفيذ توصيات اللقاءين اللذين ترأسهما كل من وزير الفلاحة والصيد البحري ووزير التشغيل، والتي تتلخص في إرجاع المطرودين وتنقية الأجواء وحل نزاعات الشغل القائمة. وأمام انحياز السلطات بشكل واضح للمشغلين، وفي ظل الضعف الكبير لمفتشية الشغل ببيوكرى، وأمام الوضع المأساوي الذي يتخبط فيه العمل النقابي الذي يواجه مخططا تصفويا لإعدامه، لا نجد في الاتحاد الإقليمي باشتوكة آيت باها غير إطلاق صرخات الاستنكار ومطالبة القوى الحية في البلاد وكل مكونات المجتمع السياسية والنقابية والحقوقية من أجل دعمنا في هذه المحنة والتضامن مع العمال الذي يريد البعض إرجاعهم إلى نظام الاسترقاق. إن التدخل الهمجي الخطير يوم 20 مارس الحالي، والذي كان أكثر وحشية لم يحترم تخليد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب للذكرى الخمسينية لتأسيسه، ولم يراع حق الإضراب الذي يكفله الدستور. لقد شكلت الأحداث الأخيرة بإقليم اشتوكة آيت باها، وآخرها ما وقع للشغيلة العمالية بشركة دونا إكسبور أيام 19 و20 و21 مارس الجاري منزلقا خطيرا يهدد الاستقرار الاجتماعي والسلم الذي ينشده الجميع ، ويضع مكتسبات الطبقة الكادحة على فوهة بركان .. ولا يخدم سوى جشع بعض أرباب العمل الذين يتملصون من التزاماتهم ومسؤولياتهم القانونية والاجتماعية تحت ذريعة الاستثمار والتشغيل؟؟ وأن التفاعل الإيجابي للسلطات يقتضي تدعيم الحوار الاجتماعي وتفعيل آلياته المؤسساتية والتزام الحياد الإيجابي وفرض احترام القانون. ولا بد من الإشادة بالموقف النضالي المتميز للأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي ضمن كلمته التاريخية يوم 20 مارس بالقاعة المغطاة ابن ياسين بالرباط احتفالا بمرور 50 سنة على تأسيس مركزيتنا النقابية العتيدة تضامنه المطلق مع نضالات العمال باشتوكة آيت باها، وأن ما يتعرضون له من ضرب دفاعا عن حقوقهم المشروعة لا يمكن قبوله في العهد الجديد.. كما نعبر عن امتناننا للأخ الكاتب العام على انشغاله الكبير بالأوضاع العمالية بالإقليم