مفارقة غريبة تلك التي تطبع سياسة الجزائر في محاربة التهريب ، فبينما تشن حربا شرسة على مهربي البنزين بالرغم مما قد يكلفها ذلك من مشاكل وتوترات إجتماعية لمهربيها الذين يقتاتون مما يدره عليهم هذا النشاط ، نراها تسمح بمرور القرقوبي لدول الجوار وهو ما يعزز حقيقة أن سلطات الجزائر وبإيعاز من جنيرالات العسكر ترعى وتحمي تهريب القرقوبي ، علما بأن داخل القطر الجزائري معامل تنتج هذه المادة السامة لإغراق دول الجوار -وخاصة المغرب - بأصناف من الجرائم والفوضى والقتل الممنهج . وقد سبق لوزير الداخلية محند العنصر أن أكد في وقت سابق أمام نواب الأمة أن 80 بالمائة من الجرائم المرتكبة وطنيا سببها القرقوبي . الوضع خطير جدا خاصة حين تختل فيه معادلة تسريب المواد المهربة التي يحظى من خلالها مخدر القرقوبي بأولوية قصوى تنم عن عقليات حربائية لحكام الجزائر الذين إسنتفذوا كل وسائلهم الدنيئة للتأثير على الإستقرار والأمن الذي ترفل فيه المملكة عن وجدة فيزيون