أغلقت قوات الأمن المصرية جميع المحطات الفضائية الدينية بالتزامن مع خطاب الفريق عبدالفتاح السيسي الذي أعلن فيه عزل الرئيس استجابة لمطالب الشعب، فيما انقطع البث المباشر عن قناة "الجزيرة مباشر مصر" بعد التحفظ على العاملين فيها. القاهرة: انقلب السحر على الساحر، فمن كانوا ينادون في الأمس بتطهير الإعلام هم أنفسهم من كانوا ضحايا التطهير، فالقنوات الدينية التي ظلت تدافع عن الرئيس المصري محمد مرسي واجهت خطة أمنية نفذتها وزارة الداخلية بالتزامن مع خطاب الفريق عبدالفتاح السيسي بعزل الرئيس حيث تم القبض على أصحابها واحتجاز العاملين بها لحين التحري عنهم. ومن القنوات التي تم قطع البث عنها نذكر "الناس"، "مصر 25"، و"الرحمة" علماً بأن قطع الإرسال تزامن مع اقتحام استوديوهات القنوات، فيما لحقت بهم قناة "الجزيرة مباشر مصر" بعدما اقتحم استوديو البث الخاص بها من القاهرة بالتزامن مع إذاعة قناة "الجزيرة الدولية" خطاب ّ للرئيس مرسي قبل عزله. وتحفظت أجهزة الأمن على العاملين في استوديوهات قناة "الجزيرة"، فيما لاقت حملة اغلاق القنوات ردود فعل متباينة بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" حيث أدان بعضهم التصرف باعتباره لا يتناسب مع حرية الإعلام التي اعترفت بها القوات المسلحة، فيما اعتبر البعض القرار بمثابة خطوة على الطريق الصحيح نظراً لدور هذه القنوات في بث الفتنة. وقامت قناة مصر 25 قبل ساعات من اغلاقها بوضع شارة سوداء على شاشتها مدوّنة أسفلها عبارة "شهداء الشرعية"، فيما سلّطت الضوء على ما يحدث في ميدان رابعة العدوية الذي يعتصم فيه مؤيدو الرئيس، وهو الميدان الذي انقطع البث عنه لاحقاً من جميع المحطات الفضائية برغم وضعه في الصورة. ولجأ قادة جماعة الأخوان المسلمين إلى نشر تردد قناة الأقصي الفضائية التابعة لحركة حماس والتي تبث من فلسطين حيث نقلت فاعليات ما يدور في ميدان رابعة العدوية، فيما انتقد حزب الحرية والعدالة لجوء القوات المسلحة إلى ما وصفه بتكميم الأفواه الإعلامية من خلال إغلاق القنوات المؤيدة للحزب. الإعلامية لميس الحديدي استقبلت خبر عزل الرئيس خلال وجودها على الهواء في الاستوديو التحليلي بقناة سي بي سي وظهرت الفرحة واضحة عليها، وهو نفس موقف الإعلامية منى الشاذلي التي بكت على الهواء خلال برنامجها "جملة مفيدة" على شاشة قناة أم بي سي مصر والذي اعتذرت فيه عن عدم استقبالها الخبر بمهنية نظراً لأن الخبر يتعلق بمستقبل أولادنا، فيما احتفلت الاعلامية ليليان داوود بالنشيد الوطني مع العاملين في قناة أون تي في على الهواء. وفي عدة تدوينات كتبها الاعلامي الساخر باسم يوسف بعد اغلاق القنوات قال: "بمناسبة حرية التعبير مرسي لو كان عدى كان حيقفل القنوات الخاصة. الموضوع موضوع مين أكل الأول. كل طرف يعتبر الآخر مصدر فتنة"، وأضاف: "حبايبي الإسلاميين اللي على التايم لاين إنتم من كنتم تهتفون للرئيس طهر طهر في الإعلام وكنتم حتكونوا اول الفارحين، اهو إتطاهر ياخويا". واستطرد "اذا كانت رسالة البرنامج الوحيدة هي كشف التجارة بالدين وكشف قنوات الفتنة فده يكفينا، تاني، يتحرق البرنامج المهم البلد، سنة من زرع بذور الفتنة والفرقة والاستعلاء على الناس باسم الدين . الحمدلله. مبروك، سنة كنا بنضحك فيها على قنوات الفتنة لكن وإنت بتضحك البلد كانت تحت رحمة تحريضهم. المهم البلد الحمد لله"، وأضاف: "حرية التعبير لا تتضمن التحريض على العنف والفتنة الطائفية بل هو خطاب كراهية". عن غيلاف