يوفر المهندس عبد الدايم الكيحل ،مشكورا، مادة قيمة بموقعه المدون أسفله في قوله عز وجل : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.الأحزاب 4 ،و لأهميتها ،و توسيعا لدائرة الانتفاع و النفع بها ،و طمعا في أن يقبل الله مني هذا العمل ، و أن يثيبني عليه ،و أن يجعله مما أقدمه لنفسي في آخرتي؛أنشرها ،و أسأله سبحانه و تعالى أن يجزي خير الجزاء في الدنيا و الآخرة كل من عمل صالحا أو دل على منفعة ذكرا أو أنثى،أي كان و حيث كان ،و أصلي و أسلم على من يصلي الله عليه و ملائكته ، و يصلي الله عشرا من صلى عليه صلاة ،محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ،خاتم الأنبياء و الرسل ،المبعوث رحمة للناس كافة عربا و عجما ،معلم البشرية جمعاء التعاون في إعمار الأرض و تكثير الأمة ،و حفظ السلام، و الأمن من الرضى بالله ربا ،و الإسلام دينا مكملا للرسالات السماوية، و خاتما لها ،و محمد نبيا و رسولا ،و القرآن إماما .آمين و الحمد لله رب العالمين . هذه آية تشهد على إعجاز القرآن، لأنها تتحدث عن إحدى الحقائق الطبية اليقينية، فالرجل لا يمكن أن يحمل أكثر من قلب في جوفه، ولكن ماذا عن المرأة؟ لنقرأ....
يقول تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [الأحزاب: 4]. والسؤال: لماذا قال خصَّ الله تعالى الرجل دون المرأة في عدم وجود قلبين في جوفه؟ وهل يمكن للمرأة أن تحمل في جوفها قلبين؟
لقد شهدنا في التاريخ حالات شاذة لطفل رأسين أو عدة أذرع أو أرجل، وغير ذلك، ولكن لم نشهد أبداً رجلاً يعيش بقلبين، لأن القلب هو المسؤول عن تنظيم حركة الدم، ولا يمكن أن يعيش إنسان بقلبين، ولكن ماذا عن المرأة؟
المرأة إذا حملت فإنها تحمل في جوفها قلبها وقلب طفلها، وقد تحمل بأكثر من توأم ولذلك قد تحمل في جوفها عدة قلوب، ولكن الرجل لا يمكنه ذلك!
القلب هو أهم عضو من أعضاء الجسد، فهو الذي ينظم الدورة الدموية ويحرك الدم في نظام معقد، والقلب يُخلق في مرحلة مبكرة جداً خلال الأسابيع الأولى من الحمل، ويبدأ في ممارسة نشاطه مباشرة، وقد كشفت بعض الأبحاث أ، للقلب دور في عملية التفكير والإبداع والإيمان.
وقد يولد طفل بقلبين (ربما يحدث هذا كحالة شاذة) ولكنه لن يصل لمرحلة أن يصبح رجلاً وسيموت وهو طفل، وحديثاً نجح العلماء بإضافة قلب آخر كمساعد للقلب الذي أصابه الخلل، وقد نرى إنساناً يعيش بقلبين أحدهما القلب الأصلي والآخر هو قلب لشخص آخر (مات) وتمت زراعته لمعالجة القلب الأصلي. ولذلك تُعتبر هذه الآية معجزة طبياً، ولذلك قال تعالى في نفس الآية (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)، فهذه الحقيقة، حقيقة أنه لا يوجد رجل يمكن أن يحمل في جوفه أكثر من قلب بشكل طبيعي، دليل على صدق القرآن.
ماذا حدث لرجل بقلبين؟!
عندما حاول الإنسان تغيير فطرة الله والقانون الإلهي القائل: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) بدأت المشاكل بالظهور وأصبحت الحياة تعيسة جداً لهؤلاء. ففي خبر علمي تبين أن المريض الذي تتم له زراعة قلب إضافي heterotopic يعاني من عدم انتظام دقات القلب وعدم توافق للقلبين مما يؤدي لرفع ضغط الدم وتوقف القلبين لأن هذا الأمر مخالف للطبيعة.
ولذلك يلجأ الأطباء لإزالة القلب الإضافي وترك القلب الأصلي لإنقاذ المريض من الموت. لأن وجود أكثر من قلب في جوف الإنسان يؤدي إلى تطوير إيقاعات مختلفة لكل قلب وبالتالي اضطراب أجهزة الجسم بالكامل...
ولا نملك إلا أن نسبح الله تعالى ونحمده أن جعل قلوبنا سليمة في الدنيا وعسى أن تكون سليمة يوم نلقاه يوم القيامة... (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].