اوعاد الدسوقي: أيها الشعب المصري ... شكراً لحسن تعاونكم؟! ايها الشعب المصري .... شكراً لحسن تعاونكم وجهودكم المخلصة لإجهاض ثورتكم و اضاعة بلدكم بفضل اختياراتكم التي وضعتنا في مأزق لا نحسد عليه لنجد انفسنا في عشى وضحاها بين سندان مرسي ومطرقة شفيق فكلاهما وجهان لعملة واحدة و اختيار اي منهما مر علي النفس مرارة العلقم!! كم اتعجب من الشعب المصري الذي ادمن علي تحويل احلامه الي كوابيس مزعجة تمزق ارادته و اوصال امته و تشوه كل صورة يبدعها بسوء الإختيار و عشوائية القرار , فعل ذلك عده مرات بدأت منذ تنحي الرئيس السابق. ب انسحابهم من الميدان وترك الساحات لطيور الظلام لتتسلق علي الثورة وتسطو علي السلطة وتتلاعب بمكتسباتها ومقدرات الدولة تتاجر بالدين وتمنح صكوك الغفران وتعقد الصفقات وتستثمر نجاح الاخرين لصالحها. ثم فعل الشعب ذلك للمرة الثانية في الإنتخابات التشريعية و اخيراً في إنتخابات الرئاسة عندما قام بضرب كرسي في الكلوب فتحول العرس الديمقراطي الذي نشهد ويشهد العالم ب نزاهته الي ظلام دامس . لتأتي الصناديق بخيبة أمل وان كانت تبدو في الظاهر انها ارادة الشعب ولكن لا ارادة لشعب اسُتغلت حاجته و سلب منه العقل بكيس سكر و زجاجة زيت او اي رشوة انتخابية قدمت له. الخطورة علي مصر والثورة ليس من شخص شفيق ومرسي في حد ذاتهما ولكن الخوف يكمن في التنظيم الذي يقف ورائهما ولو كان الأمر سيقف عند حد تولي اي منهم فترة رئاسة واحدة لمدة 4 سنوات فقط لتنفسنا الصعداء ولذهب الخوف عنا ولكن المؤكد ودعونا نتحدث بصراحة ان الأنظمة التي تقف ورائهما لن تفرط في كرسي الرئاسة بسهوله وسنجد انفسنا مرة اخرى في ظل نظام يحكمنا لعشرات السنين وستبذل الأنظمة الداعمة لهما كل غالي ونفيس في سبيل عدم التفريط في تلك الفرصة و اتوقع ان يدير الاخوان والجماعات المتأسلمة معركة الإعادة بنفس منطق غزوة الصناديق وتحويلها الي قضية طائفية و دينية وخاصة ان كتلة الاقباط قد تذهب لشفيق بالكامل كما المتوقع . اما شفيق سيستغل خبرات بعض قادة الحزب الوطني في ادارة الحملة مع تمويل من رجال اعمال النظام السابق وسيستغل الملف الأمني وهو اكثر واهم الملفات التي تهم رجل الشارع البسيط . ما نحن فيه الأن كمثل المحكوم علية بالإعدام بعد ان ترك له القاضي حرية اختيار الطريقة التي سيموت بها هل يشنق ام يرمي بالرصاص!! و مما لا شك فيه اننا سنعيش ايام صعبة قد تمتد لسنوات نسأل الله فيها الصبر والسلوان وان يهب لنا من أمرنا رشدا ... ولكن لا اري فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب وندب الحظ والعويل فقد حدث ما حدث ونحن الان امام امر واقع طلبنا الديمقراطية و وافقنا علي ان نلعبها ونختارها نظاماً لدولتنا لذا وجب علينا تقبل نتائجها حتي وان لم تتفق مع اهوائنا . تعالوا نحاول ارتداء نظارة وردية و نتعاطى حبوب الأمل ونضحك علي انفسنا ان الحدأة ترمي كتاكيت وان العلبة فيها فيل!! ونقف خلف الرئيس القادم اي ان كان عسي ان يخيب الله الظنون ويبدل خوفنا امنا و يصلحه لنا ويحافظ علي مصرنا ... اللهم لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه. اوعاد الدسوقي كاتبة و إعلامية awaad99_(at)_gmail.com