فك المركز القضائي للدرك الملكي بتازة، أمس (الجمعة)، لغز جريمة قتل وقعت ليلة رأس السنة الجديدة، وذهبت ضحيتها فتاة تبلغ من العمر 22 سنة، بإحالة المتهم المتورط في الجناية على الوكيل العام لدى استئنافية المدينة، بعد إجراء مسطرة إعادة تمثيل الجريمة وتبيان الطريقة التي تخلص بواسطتها من الجثة في منطقة خلاء. وحملت الواقعة التي ظل البحث جاريا فيها منذ مطلع يناير الماضي، قصة غريبة لفتاة كانت تشتغل خادمة بيوت، وربطت علاقة مع فقيه يزاول الشعوذة، ويقطن بالناظور، تكللت بالاتفاق على الزواج وتحديد موعد لعقد القران، إلا أن دخول خطيبها السجن بسبب اعتقاله من أجل النصب، غير مجرى حياتها وسقطت في غرام صديقه الذي يتحدر من تازة، المدينة التي تقطنها الضحية أيضا. وحسب المعلومات التي توصلت بها «الصباح»، فإن صديق خطيبها استغل وجود الأخير في السجن ونسج معها علاقة غرامية استمرت طيلة مدة اعتقاله، ووصلته أخبارها فقرر الانتقام منها بعد خروجه من السجن. ولم يجد وسيلة لإخضاع خطيبته إلا وضع شكاية ضدها لدى مصالح الأمن بالناظور، يتهمها فيها باستغلال غيابه عن منزله الموجود في المدينة نفسها بسبب السجن وسرقة كل محتوياته، وعندما علمت بأمر الشكاية وأصفاد الاعتقال تقترب منها قررت مواجهة الأمر وعقد صلح معه، سيما أنها كانت تتوفر على مفاتيح المنزل الذي ادعى الفقيه أنه تعرض للسرقة، وأيضا لأن سكان الجوار يعرفونها وسبق لهم مشاهدتها تدخله مرات عديدة. فاتفقت وصديق خطيبها على التوجه إلى الناظور، لمواجهته، وأيضا لمحو ما علق بذهنه من خيانة له أثناء وجوده في السجن، سيما أنها هاتفت خطيبها، فقبل الزيارة التي كانت ستتم في ليلة رأس السنة. اكترى صديق الفقيه سيارة وحددا موعد مغادرة تازة في اتجاه الناظور ليلا، فاستعدت وصبغت يديها بالحناء وتجملت، ليقلها الصديق في السيارة، إلا أنه طلب منها قضاء الليلة معه وعدم التوجه عند خطيبها إلا في الصباح، الشيء الذي لم تقبله، فدخلا في عتاب داخل السيارة تطور إلى اشتباك، فخنقها لتلقى حتفها، ولم يجد طريقة للخروج من الورطة، ليفكر في التخلص من الجثة في الطريق الوطنية رقم 6، والفرار إلى الجزائر بطريقة غير شرعية. بعد يومين من الحادث، عثرت عناصر الدرك الملكي على الجثة وعاينت بحذاء الضحية بعض قطع الزجاج الصغيرة، كما وجدت لديها هاتفا محمولا غير مشغل، وتم تحديد هويتها على ضوء الأدلة العلمية التي رصدت بمسرح العثور على الجثة، لتتواصل الأبحاث، ويتم التعرف على خطيبها الفقيه والاستماع إليه، ليعترف أنها كانت رفقة صديقه ليلة رأس السنة في طريقهما إليه. وعند البحث عن الصديق لم يعثر له على أثر. كما اهتدت عناصر الدرك الملكي إلى أن الضحية كانت اشتغلت خادمة بيوت، في مدن منها الدارالبيضاء ومراكش. وتوصلت أبحاث الدرك إلى السيارة التي اكتراها الجاني للسفر إلى الناظور، لتعثر بداخلها على بقايا زجاج ويتم التأكد من أن المتهم أصلحها لمحو آثار الجريمة وأعادها إلى الوكالة. وأوردت مصادر «الصباح» أن الجاني، في الآونة الأخيرة، أصبحت تنتابه كوابيس ويرى الضحية في منامه، ما أثر على حالته النفسية ليقرر تسليم نفسه للدرك، لكن الأخير ترصد له قبل ذلك، إذ وصلته معلومات عن عودته إلى منزله فتم إيقافه به. وحاول بداية أن ينكر أن يكون قتلها قبل مواجهته بالأدلة العلمية، ومنها آثار لحمضه النووي استخلصت من أظافر الضحية، ليقر أنه فعلا تشابك معها وأنها كانت تعاني ضيق التنفس ما سرع وفاتها. وأعاد المتهم تمثيل جريمته وبين كيف نقل الجثة عبر السيارة إلى المكان الذي عثر عليها فيه، كما أدلى بكل التفاصيل المتعلقة بالقضية.