كما كان متوقعا، بدأت عملية إصلاح وترميم المسرح البلدي بمدينة الجديدة منذ بداية شهر فبراير الماضي، حيث أعلن في وقت سابق عامل إقليمالجديدة السيد معاد الجامعي عن تخصيص غلاف مالي قدره 800 مليون سنتيم ساهم فيه كل من المجلس الإقليمي للجديدة والمجلس البلدي وجماعة مولاي عبدالله وكذا خلق إدارة تقوم بالتسيير الفني والمالي لهذه المعلمة التاريخية. هذا، وقد صرح للجريدة السيد صالح مظيجي، ممثل وفاعل جمعوي بالجديدة، بأن بناية المسرح البلدي قد عرفت سنة 1994 الإصلاحات الأولى جاءت لإنقاذ البناية من السقوط إثر تسرب المياه من السقف والجوانب مما أثر سلبا على الجدران والسقف وكذا شبكة الإنارة وشبكة التطهير السائل. وبعد عجز مالي لإصلاح هذه البناية قبل زيارة الحسن الثاني لمدينة الجديدة، كان الفضل لبعض الفعاليات الجمعوية منهم أعضاء المجلس الجهوي والإقليمي بضرورة تخصيص غلاف مالي برئاسة السيد العامل أحمد عرفة والمهندس المعماري السيد موساوي الذي تكلف بالدراسة وتتبع الأشغال وكذا بعض المختصين التقنيين في المسرح من مدينة سات الفرنسية المتوأمة مع الجديدة وجمعية مازاكان بفرنسا . وقبل عملية الإصلاح، يضيف صالح مظيجي، قامت اللجنة بدراسة طبوغرافية للبناية كلها حتى يتمكن فريق الإصلاح بالقيام بواجبه طبقا للبطاقة التقنية، حيث شملت الإصلاحات أغلب مرافق المسرح : الخشبة وغرف الممثلين والقاعة وملحقاتها مع تغيير بعض التجهيزات، المحول الكهربائي يتماشى مع قوة الطاقة المطلوبة من العروض الفنية، الإنارة الفنية وجهاز التوزيع،السقوف، جهاز توزيع الصوت، جلب المقاعد من مسرح محمد الخامس بالرباط. يرى صالح مظيجي أن من الأسباب الأساسية التي جعلت البناية تتعرض للخراب يوم بعد يوم، غياب جمهور له حس ثقافي وفني، وعدم القيام بالصيانة اليومية لكل التجهيزات، وعدم حسن التسيير والتدبير والتنسيق لضمان استمرارية إشعاع النشاط الثقافي الجاد. وبناء على ما سبق ذكره، يخلص صالح مظيجي إلى جملة من الأقتراحات المتمثلة في منح الاستقلالية في التسيير والتدبير للمسرح البلدي إما عن طريق الوكالة أو الامتياز طبقا لدفتر تحملات موسع وشامل، إحداث مجلس إداري للتسيير والتدبير يتكون من المؤسسات التي لها إلمام بالثقافة وكذا بعض الشركات الكبرى (مسئول إداري، مسئول فني، مسئول تقني)، وأخيرا إحياء يوم دراسي للإنعاش الثقافي بالمدينة قصد إخراج هذا المشروع إلى الوجود، وذلك بالانفتاح على جميع فعاليات المجال الثقافي المسرحي بالإقليم لأخذ باقتراحاتهم البناءة، ومن أجل تشخيص الواقع الثقافي الحالي وتقويم الواقع الثقافي و البحث عن طرق وسبل الإستمرارية كقضايا الإنتاج والترويج والبرمجة والاحتضان والصيانة اليومية، وأخيرا وليس آخرا البحث في سبل إعادة جمهور المسرح المتعطش للفن والإبداع مع إحياء مدرسة لتكوين الشباب الموهوب في كل المجالات الإبداعية والفنية والتقنية.