20 فبراير بدأ مبكرا بمدينة بوعرفة ، قبل أن يخرج شباب المغرب مطالبا بالتغيير و الشغل ، لأن الاحتجاجات بالمدينة أصبحت سلوكا اعتياديا ، لا يمر أسبوع دون أن تشهد مسيرة أو أكثر ضد الفقر و التهميش و البطالة و غلاء الأسعار ، و ضد فواتير الماء و الكهرباء ،غير أن يوم 18 ماي كان استثنائيا ، فماذا وقع في هذا اليوم ببوعرفة ؟ كل شيء كان يبدو عاديا ، بالنسبة لمدينة تعودت على الاحتجاجات ،حيث نظمت عدة جمعيات ونقابات وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة ببوعرفة لإثارة الانتباه إلى مطالبها ولجعل عامل الإقليم يستجيب للوعود التي سبق أن هدأ بها ساكنة المدينة من قبل في عدة لقاءات مع ممثلي المعطلين الذين نفذوا اعتصاما لمدة 12 يوما ، لم يأت بالنتائج المأمولة ، مما أدى إلى الخروج في مسيرة حاشدة سرعان ما تحولت إلى مظاهرة بعد تدخل قوات الأمن لتفريق المحتجين . و هكذا تحولت المسيرة السلمية إلى أحداث دامية لم تكن في الحسبان بعدما تدخلت القوات العمومية قصد تفريق المحتجين بالقوة وحوالي منتصف نهار يوم الأربعاء 18 ماي 2011 هدد بعض المجازين المعطلين بمدينة بوعرفة بحرق أنفسهم بعد أن صبوا البنزين على أجسادهم.غير أن لامبالاة القوات الأمنية بالتهديد أدى بثلاثة شبان إلى إشعال النيران في أجسادهم ، مما دفع المتظاهرين إلى التدخل من أجل إنقاذ زملائهم .أصيب الضحايا بعدة حروق بليغة على مستوى الوجه والصدر واليدين ونقلوا إلى مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة قصد العلاج فيما نقل المسمى رشيد الزياني إلى مستشفى الفارابي بمدينة وجدة . مباشرة بعد الفاجعة نظمت مسيرة شعبية جابت أهم شوارع المدينة للتنديد بالتعامل العنيف مع تظاهرة سلمية لكن عندما اقتربت المسيرة من مقر العمالة المطوقة بمختلف القوات العمومية حاول احد المحتجين إضرام النار في نفسه إلا أن المحتجين منعوه من ذلك ، فتدخلت القوات الأمنية بأنواعها لتفريق المتظاهرين و سجلت إصابات في صفوفهم بلغت حوالي 40 مصابا ، و أشارت بعض المصادر أن المحتجين عملوا على منع دخول المزيد من القوات القادمة من وجدة و ذلك برمي الحجارة من أعلى الجبل المطل على مدخل المدينة