Ø زياد أبوعين ليس هو المقال ولاعنوانه... Ø وإنّما مقالٌ ينقصه العنوان... Ø قصيدةٌ ينقصها بيت، وحفلٌ تنقصها شمعة... Ø تينٌ ينقصها الرىّ... Ø وزيتون تنقصها المعصرة.! Ø بين أبوخريص وأبوعين، أثبت النهر العظيم للفاشية الصهيونة أنها للقتل والفتك لا للزرع والرىّ .. قتل الرُّضّع في الأحضان، قتل الأطفال في الحضانات وقتل الوزراء في البرلمانات .. والقاتل الإسرائيلي هنا ليس العسكري بخوذته وبندقيته بالحروب فحسب، بل هو الإسرائيلي العنصري العدائي الغاصب للأرض أينما وجد الشعب الفلسطيني في ارضه وبيته ومحرابه وصومعته ومزرعته .. المقتول هو الشعب الفلسطيني المظلوم المغتصب منه الأرض التي يتم فوقها فتك الكبير والصغير، قتل الوزير والأسير.! م وتطفأ شمعة رأس السنة كل مكان، والشعب الفلسطيني قد أطفأها الشمعة قبل ساعة الصفر هذا العام، إنها شمعة شهيد ينقصه العنوان، موت وزير فلسطيني من الضرب المبرح في قعر داره، ما هو الا النداء المشترك بين التين والزيتون للشجرة الباسقة واقفاً، وللصخرة العظيمة ثابتاً، وللجبال الراسيات راسخاً، ولأطفال الحجارة شامخاً كالطود المهيب يؤكد بأن لاسلام مع غاصب محتلّ لأرض فيها الجندي الإسرائيلي برصاص البندقية، والمدني الإسرائيلي بزناد نفس البندقية.! هل مات أبو عين ودفنه الشعب الفلسطيني.؟ لا أعتقد ذلك، ولا أرى أنه جثمانٌ وُوري الثرى! .. بل إنها بذرة كانت وستبقى تزرع بها كل شجرة فلسطينية، تحرس بها كل بيت فلسطيني، تخصب بها كل حبة رمل فلسطيني، وتروّض بها أغصان القدس وينتعش بها الشجر الفلسطيني ليعتاش منه الشعب الفلسطيني. مئات الكاميرات قدمت القتيل ماشيا على رجليه في معطفه لاغير، لا يحمل مسدساً ولا بندقية، لا يقلد سكيناً ولا خنجراً .. وموته بالضرب الموجع للعسكر الصهيوني هو التوثيق الجهري لواقع الظالم والمظلوم القاتل والمقتول المحتل والمسلوب. أبوعين قتل عمداً وعن قصد ليُشهر بنعشه قوة المعادلة للتخويف والترهيب بأن الجحافل الإسرائيلة رعبٌ لكل العرب، وبأن بندقية القائد العسكري الإسرائيلي هو الأقوى على رأس رجل الشارع العربي، وبنفس قوة زناد بندقية الجندي العسكري على رأس الوزير الفلسطيني. لعل إسرائيل تطمح ان تصبح الدولة العظمى، فتقتل وتقتل، ولعها ترى العظمة في القتل، وتهدم البيوت بأنها في الهدم والدمار .. العظمى هذه تتجبر تتكبر تتحدى تتبجح وتتعربد، ولاتعلم ان انها ليست من صفات العظمى، وانما صفات المخمور المهزوم الذي يعتقد انه القائد العسكري المنتصر فيطلق الرصاص على نفسه .. على القتلة الذين يعتقدون انهم ساهموا في بناء إسرائيل بالقتل والفتك، ان يعلموا انهم بقتل الأسير والوزير، ساهموا في هدم إسرائيل. لا أعتقد ان الضربة الموجعة هى التي اتجهت الى جسد الوزير الفلسطيني، وانما الجسد هو الذي اتجه نحو الضربة .. وصاحب الجسد يعلم انه إتخذ من كتفه درعا للوطن، ويعلم ان القاتل لن يصل الى قدميه، لأنهما من سنخية أقدام مزروعة في الأرض لاتخلعها الضربة للخارج، بل تثبتها للداخل .. ذلك الداخل الذي كلما دفن فيه جثة، انبتت منه شجرة ثامرة تتناثر الأغصان بجثامين الشهداء، وتتكاثر الأثمار بدماء الشهداء. لا اعتقد انهم قتلوا زياد أبوعين فوق الأرض ودفنوه تحتها، وإنما أرادوا بقتله ترويج سعلة مستوردة للداخل، وسياسة الإستيراد هذه كانت فاشلة، لأن السلعة كانت غير قابلة للترويج في الداخل الفلسطيني، إنهم لم يخافوا الموت فلن يخافوا، وانتم بقتلكم الوزراء والوجهاء أثبتتم انكم تجاوزتكم مرحلة السكر المقبول، واصبحتم سكارى متهورون فقدوا التوازن والسيطرة على أبدانهم فوق أرجلهم، وأصابوا بعمى الألوان، يعتقدون الدم الاحمر هو اللون الأخضر لإشارات المرور.؟ نعم إنه الأخضر لإستقراره بإحمراره.!