مواصلة لأنشطتها بمناسبة الملتقى الدولي لقصبة الفنان ، قامت جمعية فني القصبة وقصبة الفنا باختتام المرحلة الأولى من الملتقى بتوزيع الذروع وشواهد المشاركة والكاتلوكات على المشاركين ، وقد تخلل حفل تكريم لكل من الفنان التشكيلي المغربي الكبير عبد الفتاح الجابري ، والفنانة التشكيلية المغربية نزهة بناني، وسط تصفيقات الجمهور الحاضر. وقد تلا التشكيلي والكاتب لحسن ملواني كلمتين في حق المكرميْن كالتالي: كلمة عن عبد الفتح لجابري رجل كرس حياته من أجل الفن والجمال فأبداه في لوحاته في شتى الصور ...تواضعه زاد من رفعته ، تودده إلى المبدعين والمبدعات جعله يتجاوز الصداقة إلى الأخوة ، في فترة وجيزة اعتبرناه أخا لنا ... يوجه بسداد ، يشجع من غير مبالغة ولا مجاملة ، يرى في المبدعين الخير للوطن تهذيبا للأذواق وتجديدا للفكر والابتكار... في بداية الملتقى قال لي أنه حين سأله أحد الصحافيين عن أجمل أعماله ، رد عليه بكون أجمل أعماله أصدقاء رائعون يلتقي بهم في هذا الملتقى أو ذاك ... بالأمس القريب فقط حدثني عن مختلف رؤاه إزاء الفن ، كما حدثني عن بعض تجاربه ومجريات معارضه من هنا وهناك فتلمست فيه المبدع الذي يواظب على بحثه وتجديد فنه دون كلل ودون ملل ...صبور تحمل الكثير ...متواضع لا يتحدث عن نفسه ، لكن أعماله ومعارضه تأبى إلا أن تكون ناطقة مفصحة عن منزلته الفنية الراقية.زز رجل تتوفر فيه هذه الصفات يستحق أكثر من تكريم ... ولنقف وقفة تقدير للفنان القدير والأصيل عبد الفتاح الجابري. لوحاته جميلة يوحد بينها أسلوب المبدع الذي يبدو في كل أعماله... إنه يستقي من الواقع ما ينطبع في مخيلته الفنية ليتحول إلى أعمال تشكيلية تنبني جماليتها على التداخلات اللونية المختارة بعناية المحتك بالمجال التشكيلي لسنوات وسنوات ، وهو في جل أعماله إن لم نقل كلها مرتبط بالثقافة المغربية العريقة ... يلتقط بفنية و بفرادة آسرة مشاهد تمثل مخزون الذاكرة من الثقافة الشعبية والتقاليد العريقة ليقدم أعماله بفنية تبعدها عن التجريد المبهم الذي من شأنه إسقاط الكثير من الأعمال الفنية فيما يشبه العبثية...وانطلاقا من ذلك فأعماله مفيدة في الرقي بالذائقة الجماهيرية الواسعة بعيدا عن النخبوية المُضيِّقة لدائرة تلقي الخطاب التشكيلي. عبد الفتاح لجابري اسم لا يحتاج إلى تعريف ، وأكتفي بذكر كونه حاصلا على دبلوم التعليم العالي للفنون الجميلة من بلجيكا سنة 1976م، تحدثت عنه صحف ومجلات وتناولت أساليب فنية تشكيله برامج وبرامج ...فنان مغربي أصيل له مساهمات متواصلة في الحركة التشكيلية المغربية والعربية وتميز بمواقفه الخاصة والواضحة التي تحترم المبدع بقدرما تحترم الجمهور...متشبث بمجريات الواقع عبر الإبداع ويؤكد على أهمية كل الاتجاهات الفنية في إغناء المسار الإبداعي للفنانين والفنانات. وقد سعى دوما إلى تحقيق ما يراه مفعِّلا للإبداع في حياتنا الاجتماعية باعتباره جزءا أساسيا فيها ، فدافع دفاع المستميت من أجل جعل الفن التشكيلي مادة أساسية في المدارس المغربية وقد تحقق له ذلك. نكبر في أخينا غيرته على وطنه وعلى الإبداع المفيد عبر غاياته النبيلة ، كما نشيد بتمسكه بالتقاليد المغربية التي ينبغي أن نوليها ما تستحقه من اهتمام فهي الهوية وأساس الانطلاق نحو التقدم. أطال عمر أخينا عبد الفتاح الجابري وزاده تألقا يستفيد منه الشباب من المبدعين والمبدعات في المغرب وخارج المغرب. كلمة عن نزهة بناني نسعد بحضورها أكثر من مرة في ملتقيات قصبة الفنان ، نسعد بحضورها عارضة لإبداعاتها الجديدة متأملة إبداعات الآخرين ، سائلة عن المفيد والأفيد والجميل والأجمل في كل ما له علاقة بالفن ... تقدر الفن ، كما تقدر كل فنان تراه يغني تجربتها ، تؤمن بأهمية بتبادل الرأي والتواصل بصدد الإبداع بكل حيثياته...صبورة أمام لوحاتها تبحث عن الرائع والجميل في الشكل واللون. إنها الفنانة المجتهدة نزهة بناني ، فلنصفق جميعا لنزهة بناني. نزهة بناني من مواليد 1955، قامت بتدريس الرياضيات لمدة عشرين سنت وهي تحمل في وجدانها ميلها إلى الفن ، تحررت من مهنتها فانخرطت في المجال الفني منذ عام 2000م، وقد عملت الظروف الملائمة في محيطها على دعم هوايتها وموهبتها واستمالها جمال مدينة فاس ، وبذلك نشأت في وسط فني زاخر بالألوان...في باريس تفتقت موهبتها أكثر تأثرا بروعة متاحفها وعمرانها الغني الجميل. آخر الملتقيات التي شاركت بها كان في باريس ، في شهر ماي 2014م علاوة على مشاركتها في معارض داخل وخارج المغرب. قلت عن إبداعاتها يوما : يَبْدُو وكأنّ الفنّانة نزهة بناني تنفرد بنظرة إبداعية تجعلها تسيحُ بريشتها في عالم اللون فتبدع منهُ مساحاتٍ آسرةٍ تجْعلك مُنجذبا إلى عوالمها الجَميلة ، وبِتناغمِ اللوْن وتشكيلِ الدوائر والخطوط بإيقاعية واحتشاد أخاذ تتفنن في تقديم أعمالها المتتالية معتمدة في ذلك على خوض التجريب عبْر الكثير من الخامات ...بذلك تتميز أعمالها بالتنوع الذي لا يُخفي لَمْستها الإبداعيَّة الخاصَّة والتي تستمتع بها العيْن حين تَلِجُ عوالمها تتلمَّسُ جوانب الإبداعيّة والفنية بين ثناياها... صيغ تشكيلها لأعمالها الإبداعية المتنوعة تفتح أمامها بابا لمزيد من الخوْض في غمار التَّجريب بحثا عن الجديد والرائع العميق والمثير. مزيدا من التألق والمثابرة للفنانة نزهة بناني.