حالة الاستنفار التي يعيشها الجيش المغربي منذ أيام انتقلت إلى الحدود المغربية الموريتانية، حيث عزز من وجوده ونقل عددا من الآليات والمعدات العسكرية، وتلقت قوات حرس الحدود والمشرفون على أبراج المراقبة تعليمات بالرد بحزم على كل هدف متحرك على طول الشريط الحدودي مع موريتانيا، في الوقت الذي تعرف فيه الأيام الأخيرة تنسيقا استخباراتيا وعسكريا مكثفا مع موريتانيا. ونقل الجيش عددا من آلياته وعرباته إلى مناطق على الحدود مع موريتانيا، في خطوة مشابهة لما أقدم عليه في المناطق القريبة من الخط الحدودي مع الجزائر، حيث سبق أن نقل عددا من الآليات وكثف من المراقبة الجوية للحدود بين البلدين. وعاين سكان المناطق القريبة من الحدود الموريتانية وجود عربات وآليات تابعة للجيش في الوقت الذي تضاعف عدد عناصر قوات حرس الحدود، مثلما تلقت القوات المرابطة على الحدود مع موريتانيا تعليمات دقيقة بالتعامل مع أي طارئ أو خطر إرهابي مفاجئ. وكشفت المصادر ذاتها أن المشرفين على أبراج المراقبة المنتصبة على طول الخط الحدودي مع موريتانيا توصلوا بتعليمات بتوخي اليقظة والحذر الشديدين مع أي هدف متحرك يظهر قرب الخط الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا. وأضافت المصادر أن التعليمات التي توصل بها المشرفون على أبراج المراقبة تشمل الحذر الشديد من الطائرات القادمة من ليبيا. إلى ذلك كشفت مصادر دبلوماسية موريتانية أن تنسيقا أمنيا وعسكريا واستخباراتيا بدأ بين المغرب وموريتانيا خلال اليومين الأخيرين، بعد تصاعد حدة التهديدات الإرهابية للبلدين. ونقلت المصادر نفسها أن تواصلا دشنه مسؤولو البلدين، في الوقت الذي لم تستبعد المصادر ذاتها عقد اجتماعات تنسيقية وتنظيم تدريبات مشتركة. من جانب اخر، نقلت تقارير استراتيجية اسبانية، أن أجهزة المخابرات المغربية قامت في الأيام الماضية بالتواصل والتنسيق مع دول الجوار وفي مقدمتها إسبانيا ووجهت لها تقريرا يحمل تحذيرا جدّيا مفصلا حول مخطط لما يسمى بالدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، يهدف إلى نشر الإرهاب في المنطقة عبر إيفاد ونشر مقاتليها في ثغري سبتة ومليلية السليبين ومدن أخرى في الشمال الشرقي للمغرب وبعض المدن الجنوبية لإسبانيا مثل مالاكة وطاريفا وكاديس. سيما وأن هذه المنطقة من الجنوب الإسباني تضم قاعدة عسكرية أمريكية، كما يهدف التنظيم الإرهابي لنشر خلاياه في بعض المدن الغربية في الجزائر وتونس ومن المحتمل أن يصل عدد العائدين من سوريا والعراق إلى 3000 شخص منهم مغاربة ومغاربة بجنسية إسبانية وجزائريين - فرنسيين وكذلك تونسيين. وأشارت تقارير ذات الصحيفتين، إلى أن إسبانيا كانت وما تزال مساحة لنمو الجماعات الإرهابية رغم أنها تقوم بحملات اعتقالات بين الحين والآخر لتفكيك عناصر الجماعات الإرهابية التي تنتمي لعدة فصائل، وكانت وما تزال تتلقى العديد من التهديدات بعد مشاركتها في حرب مالي ضد الإرهاب مع بعض الدول الأوروبية كما شاركت في الإطاحة بنظام القذافي وما تزال مشاركة في أفغانستان.