مما لاشك فيه أن الترجمة تحمل في طياتها رسالة سامية لما لها من دور كبير في الربط بين الثقافات المختلفة ونقل المعرفة بين الشعوب وبالرغم من هذا لا يلق المترجم في مصر الاهتمام الذي يليق بدوره الهام فى الوصل بين الحضارات والثقافات المختلفة... وقد أجرينا هذا الحوار مع أحد المترجمين وهى نهلة الدربي مترجمة حرة بجانب شغلها لوظيفة مترجم في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وهي إحدى الهيئات التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة كيف بدأت رحلتك في عالم الترجمة؟ إنني أهوى القراءة منذ الصغر، وقد قرأت العديد من المؤلفات لكبار كتابنا في مختلف المجالات مما أضفى ثراء على مفردات اللغة العربية لدي بما تحتويه من مكانز لايستهان بها، وقد تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وكنت أهوى مادة الترجمة دون غيرها من المواد،وأحرز بها أعلى الدرجات ، وقد رغبت بعد ذلك في أن أستفيض في دراسة أصول الترجمة السليمة فسجلت في دبلومة الترجمة بجامعة القاهرة حيث درست على يد أحد علامة الترجمة وهو الدكتور محمد عناني الذي تعلمت على يديه أصول الترجمة الحديثة، وقد كان الدكتور محمد عناني يشيد بترجماتي خلال محاضراته مما كان له أيما أثر في تشجيعي ودفعي على أن أنهل المزيد ولا انكر فضله في عشقي لذلك المجال، وقد تعلمنا على يديه أن الترجمة هي بالأساس موهبة تصقل بالدربة والمران، وبعدها بدأت خطواتي العملية حيث التحقت بالمركز الإعلامي العسكري الذي يتبع وزارة الدفاع حيث كنا نقوم بترجمة نشرات الأخبار من مختلف القنوات الفضائية.
هل تحتاج الترجمة إلى موهبة أم تكفي الممارسة والخبرة وماهي شروط المترجم الناجح؟
مما لاشك فيه أن الترجمة موهبة بالأساس ولا تكفي الخبرة أو الممارسة لكي تصنع المترجم الناجح، فهي مراحل لاحقة يصقل المترجم من خلالها موهبته، ولكى يشق المترجم طريقه بنجاح عليه أن يثري معلوماته ومفرداته اللغوية بالقراءة قدر استطاعته سواء في اللغة المصدر أو اللغة المستهدفة ، ويزود نفسه بجوانب المعرفة في شتى المجالات و أن يتعرف على ثقافة اللغة التي يترجم إليها وما تحويها من اختلافات بينها وبين اللغة الأم حتى يتسنى نقل المضمون بصور سليمة دون الإخلال بالمعنى . حدثينا عن خبراتك في عالم الترجمة وكيف وجدت المسئولين عن صناعة الترجمة؟
إنني أعمل في مجال الترجمة منذ أكثر من خمسة عشر عاما ترجمت خلالها كتب في شتى المجالات لبعض دور النشر ولكن دون الحصول على حقي المعنوي في وضع اسمي على الكتب التي كنت أقوم بترجمتها،لذا فأنا اعتبر بدايتي الحقيقة كمترجمة محترفة عندما تعاقدت على أولى كتبي مع مجموعة النيل العربية تلك المؤسسة الضخمة التي يرأسها الأستاذ محمد الجابري و التي لها دور رائد ورسالة سامية في نشر جوانب المعرفة من خلال الكتب التي تطرحها في السوق والتي تنتقي موضوعاتها بعناية فائقة، ولقد حظيت بشرف ترجمة كتابين لمجموعة النيل هما الثقافات المحلية تأليف جوان هولوز، والأسواق الطوعية للكربون الذي قام بتأليفه كل من ريكاردو بايون وأماندا هاون
4- ما هي أحب كتبك المترجمة إلى قلبك؟ من أكثر الكتب التي أفضلها كتاب الأسواق الطوعية للكربون ، فقد تطلبت ترجمة هذا الكتاب بذل المزيد من الجهد والبحث لأنه من الكتب المتخصصة بعض الشىء ولكن أكثر ما كان يجذبني إليه هو الموضوع الذي يتناوله الكتاب وهو التغير المناخي والانبعاثات الحرارية تلك الظاهرة التي تحظى باهتمام شديد الآن على مستوى العالم
5-مالذي يحتاجه المترجم المصري حتى يتمكن من التفوق في هذه الصناعة الهامة. في رأيي الشخصي أن المترجم لم يحظى بالمكانة اللائقة بعد وأن حقوق المترجم لا تزال مهدرة بالرغم من أهمية الترجمة ودورها الرائد في التواصل الثقافي والتقريب بين الحضارات المختلفة، فلكي ينجح المترجم عليه أن يحصل على التقدير الأدبي المناسب وأن تكون هناك نقابة للمترجمين تحفظ لهم حقوقهم المادية والأدبية وأن يقوم المركز القومي للترجمة بتولية عناية أكبر للمترجم وتفعيل دوره. 6- هل لديك خبرات أخرى في مجال الترجمة حدثينا عن تجربتك؟ إنني أدرس حاليا أصول الترجمة الفورية من خلال التحاقي بدبلومة الترجمة الفورية في الجامعة الأمريكية وقد كانت لي تجربة مع الترجمة الفورية من خلال بعض المؤتمرات التي عقدتها منظمة التنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية وقد كانت تجربة ممتعة عن حق وأتمنى أن أحقق نجاحات أكثر في ذلك الفرع الهام من فروع الترجمة.