لماذا أنعم الله علينا بالأعياد والمناسبات؟ لو تمعنا المفهوم والفكرة قليلاً، فالإجابة .. حتى تزيل البغضاء والشحناء والقلوب المريضة بين الناس، وتتنازل عن علالها وإختلافتها الدنيوية، ومن هنا تذهب الناس بعضها لبعض، لكي يهنئون أنفسهم، وتصفى وتروق قلوبهم ونحن بدورنا في مناسباتنا الحياتية، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا. تهل علينا مناسبة عظيمة ومجيدة، وهى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة التي مر عليها أربعون عاماً، ونحن الشعب المصري نقدم 90 مليون تهنئه وتحية وتقدير وإعزاز لجيشنا العظيم. والجيش المصري كفيل بأن يحكي ويحاكى تاريخه ونضاله لشعبه وأبناء شعبه. وليعلم الذين يهنوا الجيش المصري، أن من لا جيش له، لا تاريخ له. وبالطبع لا مستقبل ولا حاضر ولا تراث. فالكل يعرف من هو الجيش المصري، ومن هم خير أجناد الأرض. إذاً وجب علينا إحترام هذه المؤسسة التي تحمي الوطن، وأن هذا الجيش هو جيش الشعب، وليس جيش يحمي النظام. ولم يتوانَ لحظة للقيام بواجباته الدفاعية والأمنية ضد الإرهاب وكل العابثين بأمن الوطن واستقراره سواء بالداخل أو الخارج، وسوف يضحي بآلاف الشهداء والجرحى في سبيل النهوض بالوطن وعدم التخلي عنه مهما كانت الظروف. فلقد عانى الكثير من المؤمرات والنزاعات المدمرة الداخلية الدنيئة للعبث بين صفوفه، لكنه متماسك إلى يوم الدين، فالذين يحاولون تفكيكه. اعلموا أن عقولكم المملؤة بفكر الغرب، لم ولن تتحق أبداً بإذن الله. يا شباب مصر.. هناك عدو غاصب يدرك أهمية تاريخنا وتراثنا. يدرك أنه لم يمكن أن توجد أمه بلا تاريخ، وبلا تراث، وانه لا مستقبل لمن لا ماض له. إن الصهيونية تفتعل تاريخاً مزيفاً، ليس له أي دليل عقلي أو واقعي، وتحاول أن تفسره بمفهوم يخدم أهدافها المعاصرة، فيجب علينا أن نحافظ على تراثنا وتاريخنا. فعقلاء الوطن عليهم دور كبير ليلهموا الأجيال باستمرار قيماً حية تلهب حماستهم لبناء مستقبل جدير بماضيهم واحترام الوطن ومؤسسات الوطن. وما من أمة قد أقامت تاريخ مبني على حضارات وقيّم، إلاّ كانت انطلاقتها من إيمانها برسالة عالمية. وما من أمة استوردت رسالة عالمية لأمة أخرى، واستطاعت ان تبني شيئاً. فهل نكون أمة مرة أخرى؟ يا شباب مصر.. البعض منكم يهين الجيش، فليس من الشجاعة والوطنية إهانته، فهو حامي الحمى، وبدونه لن تعيشوا في أمن وآمان وطمأنينة واستقرار في وطنكم. إن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فالجيش هو التاريخ الذي يحكي نضاله لك ولي، ولكل الشعوب العربية. الجيش كالذهب، فإذا أتى عليه الغبار ومسحناه، فسيظل هو جميل وبراق في عين كل مصري وعربي. حماك الله يا مصر بقلم: محمد شوارب كاتب حر [email protected]