كان الموقف يستلزم القوة واليقظة والجرأة وأحيانا كثيرة الوقاحة...وهي صفات كلها لاتتمتع بها صاحبتنا...ولست أدري لماذا كانت الأم تصر على إرسالها إلى هذه المعركة المعروفة النتائج مسبقا ؟ فجأة ،بعد أن امتلأت بوابة الحمام عن آخرها ...انتفضت المبكرات الواقفات في الصف الأمامي عن جدارة وقد زاحمتهن بعض من تسرقن الدور،وأخذ الجميع في العدو الجنوني.لم تفلح يد الصراف في ردهن.وقبل أن يلتقطن أنفاسهن تُسمع صرخة مدوية من أعماق الحمام ثم صرختين ثم تتعالى الصرخات.تمر كل المناظر المرعبة بأذهان المتخلفات عن الركب: _عفريت؟؟...عْمارة الحمام....؟؟؟؟؟؟؟ فيعدن كقطيع أدراجهن بالسرعة الجنونية نفسها، وتنتهز الفرصة بعضهن للتقدم نحو الصفوف الأمامية فتبدأ معركة كلامية التي تتطور في سرعة قياسية لمباراة في المصارعة و"التشنشيف." يبدأ مبارك ولحسن بالسخرية والضحك المرتفع تاركين الفرصة لأسنانهما الذهبية والفضية في البريق، وهما يمتعان النظر في الأجساد الغضة المتلاطمة.لا يخفى لؤمهما على الصديقتين فتقول الواحدة للأخرى: _ مّا على ضحكة! _وزايدينها مْدَخْلِين الضّو... _ شششش ...وقيل سمعونا. _يْنَدْبُوا.... وبعد مدة يصيح لحسن: _ آن...دو...تروا....أطاااااااك ويبدأ الجري من جديد بشراسة وضراوة أكثر من سابقتها...تأكل فيها " الرّكبياتُ قليلاتِ الصحة" لا أحد يبالي بمن تخاف من التزحلق بسبب لزوجة الأرضية ...ولا أحد يبالي بمن تزحلقت فعلا...وتبقى صاحبتنا في حيرة من أمرها لاصحة لها ولاعزم للحاق بهاذ الغولات وكلما تتجه إلى مكان تجد إحداهن فارقة رجليها عن آخرهما علامة استيلائها على المكان...ولا من رحيمة...ويلاه... ذهب التبكار باطل.( يتبع)