كدت أنسى وطني لغربتي التي طالت ثلاثون عاما و أنا لم أراه رسمت له صورة من وحي خيالي و عشت مع الصورة أقبلها قبل النوم و أصحو بها أدخلتك غصبا عني في قلبي و غلقت حدودك يا وطني لأني أتعبني من يدخل إليك ليرعبك أو يرمي عليك قذارته أو هازئا بحقك و أنت مركز الأرض فجروك نزعوا عنك بكارتك زناة البلدان المتخومة حصدوا زرعك و ما زرعوا غير الفتنة استوطنوك وهم غرباء و غربونا استضعفوك وهم ضعفاء و شردونا مصوا دمك و استنزفونا أدخلتك قلبي و غلقت حدودك و فرغت إليك وقتي لأسليك و أسامرك أغني لك و أسكر في نخبك أحبك يا وطني خفت عليك و أنت بقلبي إن تؤلمك الوحدة و الوحشة و الغربة لأنه لا يوجد في قلبي غيرك سأجهد نفسي مجاهدا كي لا يصيبك الملل و أنت وحيدا في قلبي و أقص إليك مليون ليلة و ليلة دمنة و كليلة و أكون لك الجاحظ و السياب إسحاق و زرياب لأني أعشقك يا وطن الأحباب سأغلق عليك كل الأبواب. للكاتب شهيد لحسن امباركي. باريس فرنسا