لم يبق إلا القليل من الوقت حتى تدخل مدونة السير الجديدة حيز التطبيق ، مدونة قيل عنه الكثير ، و ادت إلى ضدام بين مستعملي الطريق و السلطات المسؤولة التي ترى أنها جاءت في وقتها لتحد من حرب الطرقات و تحمي أرواح العباد من الطائشين ، فقوانين سحب النقط قد تجعل أغلب المتهورين أثناء السياقة يقللون من تهورهم و يحترمون ,القانون اقتداءا بالدول المتقدمة يحاول المغرب أن يحسن من قوانينه في شتى مجالات الحياة مما أفرز الكثير من المدونات ،إلا أن هذه القوانين قد تصطدم أحيانا بواقع مرير يحاول أن يتناساه بعض السادة المسؤولين لأنه واقع لا يحتاجونه و لا يستفيدون منه إلا أثناء الحملات الإنتخابية فهم ينزلون إليه بأقدامهم و يتوسلون من مواطينيه أصواتهم ، و لعل هدا ما دفع و لا زال إلى رد فعل قوي ضد مدونة السير خاصة ، لأن الرافضين يرون أن الواقع من حيث بنياته التحتية و مرجعياته التربوية في مجال السلوك الطرقي لا زال متخلفا ، لا يتماشى مع القوانين المستوردة جاهزة من الغرب و يكفي أن نخرج إلى الشارع العام لنرى سلوك الراجلين المتسبب في الكثير من الحوادث و غض الطرف عن التجاوزات المرتكبة من طرف مستعملي الدراجات العادية و النارية ، ناهيك عن أصحاب العربات المجرورة الدين يحتلون الطرقات و الشوارع و يسيرون ليلا دون أي احترام لقانون السلامة الطرقية ، إضافة إلى المسؤولين المحليين على مستوى الولاية و المجلس البلدي الدين تركوا شوارع رئيسة غارقة في ظلمة حالكة مما يتسبب في حوادث خطيرة خارجة عن إرادة المواطنين و أكبر مثال ما يحدث دوما بما يسمى " طريق الموت " إضافة إلى كل هده الخروقات تشهد مدينة وجدة تسيبا كبيرا على مستوى تقنين و تسيير "فيروجات" التي أصبحت تتعطل في أغلب طرقات المدينة و هذا راجع كالعادة إلى أسباب مجهولة لا يعرفها المواطن و إنما هي من علم أصحاب الشأن الساهرين عليها ، ملتقيات طرق تتجمد فيها حركة السيارات في غياب شرطي المرور يختلط الحابل بالنابل و تنتهي بأصحابها إلى سب و العراك و الضرب بالأيدي و الأرجل و هذا ما وقفت عليه الجريدة بإحدى ملتقيات الطرق بالمدينة ، أكثر من ذلك فالأمر لا يقتصر على إشارات ضوئية معطلة و إنما تعطلت الشرطة هي كذلك ، فقد أصبحت الطرقات الحضرية تفتقد لشرطة المرور و خاصة بملتقيات الطرق مركز الحوادث ناهيك عن إشارات حق الأسبقية فهي غير لائقة تماما بالمجال الحضري و قد سبق للجريدة أن تحدثت عنها في مقال من مقالاتها السابقة. سيارات وجدة أصبحت تملأ شوارع و طرقات المدينة مضاهية بذلك المدن المغربية الكبرى المعروفة بازدحامها ، متى ينتبه المسؤولون إلى هذا الأمر؟ و متى يبرز المسؤولون الوجديون على أنهم مستعدون لاستقبال مدونة السير الجديدة ؟