أكد الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، أن الفتوى متغيرة حسب الزمان والمكان، مشددًا على أن الأحكام ثابتة، فمثلا شرب الخمر حكمه حرام وهذا ثابت، أما أن يكون هناك شخص فى الصحراء ومعه زجاجة خمر واشتد عليه العطش لدرجة أنه أوشك أن يلقى حتفه، هنا يسمح له بشرب القليل من الخمر والتي تعينه على المرور من تلك الأزمة. وأسهب الجندى خلال ندوة عقدت بملتقى الفكر الإسلامى في شرح حديث "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب"، وأكد الجندى أن هذا الحديث يحوى على ما يقرب من ثلث أحكام الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن فى الحديث دلالة على أن الأشياء من حيث الحكم هى حلال خالص لا شبهة فيه كالملابس والمطاعم والمراكب المباحة، وحرام خالص لا شبهة فيه كشرب الخمر والربا والزنا وأكل مال اليتيم ونحوها مما نص الشرع على تحريمه، ومشتبه بين الحلال والحرام كالمعاملات والمطاعم التى يتردد فى حكمها. وأضاف الشيخ خالد الجندى أن تفسير قوله "فمن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام"، أن من تساهل فى مباشرة الشبهات وكثر تعاطيه لها لا يأمن على نفسه إصابة الحرام، وإن لم يتعمد ذلك، وأن من اعتاد التساهل فى ذلك وتمرن على الشبهات يتطور به الأمر إلى أن يتجرأ على انتهاك المحرمات ويذهب عنه تعظيم الشعائر.