نجت عجوز في السبعين من عمرها بأعجوبة من موت محقق، بعد أن انهارت على منزلها آلاف من الآجور لجدار من الطابق الثامن لعمارة في طور البناء بشارع محمد الخامس بمدينة وجدة، في حدود الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء 17 غشت الجاري، واخترقت فناء المنزل وزلزلت بقوة سقف إحدى غرفه حتى انهار على أثاثه وأصبح البيت آيلا للسقوط. ونجت السيدة العجوز من الحادث بعد أن تناولت وجبة الفطور ليوم الصيام في غرفتها التي تضررت جراء الإنهيار الذي دمر سفقها عن آخره، حين لمحت لمعان البرق وحفيف زخات الأمطار، فقامت تستكشف الأمر من غرفة أخرى، فسمعت صوتا مدويا في المنزل، حسبته رعدا، قبل أن تقف على هول الكارثة التي حلت بمنزلها لتهرب ناجية بنفسها إلى منزل ابنها مخافة انهيار البيت بأكمله. وفي تصريح للجريدة التي عاينت الحادث أوضحت العجوز أنها كانت بصدد مشاهدة برنامج تلفزيوني ولما لاحظت أنوار المصابيح تنطفئ وتشتعل بفعل البرق، خرجت من الغرفة تستطلع الأمر فوقع ما وقع،" تسبب لنا هؤلاء في زلزال، ولم نجد مكانا للصعود إلى السطح لنشر الغسيل ، أو الخروج إلى فناء المنزل لاستنشاق هواء، حيث تتساقط علينا الأحجار، كما تشققت الجدران، أنظر بعينك يا ابني...سترني الله وما زال العمر طويلا". ومن جهته، صرح صاحب العمارة أن المسؤولية تقع على عاتق الشركة الإسبانية المكلفة بالبناء التي تتلكأ في عملها وتأخرت عن إتمام بناء العمارة لأكثر من ثمانية أشهر، وقد بعث لها بإنذار في الموضوع قبل أن يباشر الإجراءات القانوني في حالة عدم وفائها بالتزاماتها. ومن جهة أخرى، عبّر الورثة أصحاب المنزل المتضرر عن استيائهم لما قامت به الشركة الإسبانية منذ بداية سنة 2009 إلى يومنا هذا، حيث عانوا معها الكثير وتحملوا الويلات من حيث الحصى والآجور ومواد البناء التي تساقطت على رؤوسهم طيلة تلك المدة، إضافة إلى التشققات بمختلف جدران المنزل وأرضيته والتي تسببت فيها مراحل البناء بدءا بالأسس ثم القبو إلى الطابق الثامن، ومازالت المعاناة المستمرة مما دفعهم إلى بيع المنزل والابتعاد عنها