تخليدا لليوم العالمي للأرض؛ وإيمانا منا بأهمية الرحلات المدرسية ودورها الفعال في تثقيف الفرد و توسيع مداركه المعرفية؛ بالإضافة إلي اعتبارها متنفسا بامتياز للتلميذ و المدرس على السواء للترويح عن النفس والاستمتاع بجمال وطننا وترسيخ قيم المواطنة و حب الانتماء؛و بالتالي السعي إلى المحافظة على البيئة ومصادرها و على رأسها "الماء" باعتباره أساس الحياة. فقد أبى أعضاء مكتب فرع دار الشاوي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بجهة طنجة تطوان؛ إلا أن ينظموا رحلة تربوية ترفيهية إلى "محطة معالجة المياه الصالحة للشرب بسد 9 أبريل1947 بنواحي دار الشاوي"؛ يوم الأحد 22 أبريل 2012؛ لفائدة تلاميذ الملحقة الابتدائية لدار الشاوي القديمة المستفيدين من مبادرة دروس الدعم و التقوية التي يسهر الفرع على سيرها؛حيث جعلوا لهذه الخرجة البيداغوجية شعارا لخص موضوعها وهو: "الحق في البيئة السليمة رهان التنمية المستدامة". وقد نظمت هذه الرحلة في إطار ألأنشطة السنوية للفرع ، واحتفالا بمناسبة اليوم العالمي للأرض ، ويشار هنا إلى أن يوم 22 أبريل من كل عام يُخصص للنشاطات البيئية، للفت الانتباه إلى مشكلات البيئة التي تعاني منها الكرة الأرضية والتي تهدد مستقبل البشرية ، بهدف معالجة أسباب ونتائج تلك المشكلات، وأطلق على ذلك اليوم اسم «اليوم العالمي للأرض». يذكر أنه تم الاحتفال باليوم العالمي للأرض لأول مرة في عام 1970، وصاحب فكرته هو السيناتور الأمريكي جاي لورد نيلسون، وهو مناسبة لجذب اهتمام الرأي العام لأهمية البيئة والحفاظ عليها، وإبراز قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم. كانت أجواء الرحلة حافلة بمجموعة من البرامج التثقيفية والتنشيطية من أناشيد و أهازيج تراثية ومسابقات ثقافية وألغاز؛ ونكت أدخلت البهجة إلي قلوب التلاميذ وشحنت همهم للعطاء و المثابرة والتحصيل المعرفي؛ حيث انطلقت الرحلة صباحا من مركز دار الشاوي في اتجاه مقهى سيوانة المتواجد بالقرب من جماعة جبل الحبيب؛ لتناولنا وجبة الفطور؛ قبل إكمال الطريق في اتجاه سد9أبريل؛ مرورا بكل من جماعة خميس بني عروس وجماعة أربعاء عياشة والأحد الغربية وصولا إلي المعلمة المائية لسد 9 أبريل لنحط الرحال عندها ؛ قصد تعرف التلاميذ على هذه المنشأة المائية و تلقي مختلف الشروحات المتعلقة بها؛ وبأهميتها و استعمالاتها و أيضا المخاطر التي تهددها وكذلك قدرتها الاستيعابية التي تصل إلى حوالي 300.000.000 متر مكعب؛ كما تصل مساحتها 17 كيلمترا مربعا؛ بالإضافة إلي تعرفهم على أصل وتاريخ التسمية بسد "9أبريل1947" أو سد الحاشف؛ هذه المعلمة المائية التي شيدت بين سنة 1992 و 1995؛ يعود أصل تسميتها بهذا الاسم إلي الأحداث التي عرفتها أقاليم الشمال في سنة 1947؛ وكذا الزيارة الملكية للمرحوم الملك محمد الخامس لمدينة طنجة في 09أبريل من سنة 1947. كل هذه المعلومات وأخرى لم نذكرها قدمت لهم من طرف مرشد استقبلنا مباشرة عند وصولنا إلي السد... جاءت هذه الرحلة لتحسيس هؤلاء الأطفال بمدى أهمية ودور البيئة والماء في الحياة؛ وكذلك للتعرف على هذه المنشأة المائية التي تعود بالنفع على كل ساكنة طنجة والنواحي. وبعد جولتنا في المنشأة المائية لسد 9أبريل 1947؛ توجهنا إلي غابة قريبة لها؛ حيث أقيمت مباراة في كرة القدم في ملعب بجماعة المنزلة بالقرب من السد؛ بمشاركة بعض أطفال ساكنة المنطقة ؛ حيث طغت عليها روح المنافسة والتحدي في جو من التعارف والتآلف و الإيخاء. تناولنا هناك وجبة الغداء التي كانت على الطريقة المحلية؛ و استمتعنا بمناظر تخلب العقول، اندهشنا لجمالها تلاميذ ومؤطرين على السواء؛ ليكون لنا موعد مع العودة في المساء إلي نقطة الانطلاق أي مركز دار الشاوي.