أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة 15 ماي 2008، بالجماعة القروية بني قريش (ضواحي تطوان) انطلاقة أشغال إنجاز سد وادي مارتيل الذي سيتم بناؤه بغلاف مالي يبلغ950 مليون درهم. وقدمت لجلالة الملك بهذه المناسبة شروحات حول هذه المنشأة المائية التي تسعى إلى تأمين تزويد مدينة تطوان ومنطقتها الساحلية بالماء الصالح للشرب إلى ما بعد أفق سنة2030 ، والمساهمة في حماية المدينة ووادي مارتيل من الفيضانات الجارفة المترددة. كما سيمكن هذا السد، الذي سيتم تمويل أشغال إنجازه من طرف الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والميزانية العامة للدولة، من ري دوائر السقي الصغيرة والمتوسطة المتواجدة بسافلته والتي تبلغ مساحتها حوالي1000 هكتارا. وسيستفيد من هذا السد ، الذي تستمر الأشغال به52 شهرا ويقع على بعد15 كلم جنوب غرب مدينة تطوان، سكان الجماعات القروية لسوق القديم والسحترين وبني قريش إلى جانب755 ضيعة فلاحية. وتبلغ مساحة الحوض المائي للسد نحو383 كلم مربع، فيما تبلغ مساحة حقينته عند المستوى العادي8 ر3 كلم مربع ، في حين يبلغ حجمها120 مليون مترا مكعبا من المياه. وتشمل مكونات هذه المنشأة سدا رئيسيا، بعلو100 متر فوق الأساس وقمة بطول600 مترا وعرض8 أمتار . وسيتطلب سد وادي مارتيل إنجاز773 ألف متر مكعب من الحفريات و150 ألف متر مكعب من الخرسانة و95 ألف متر من الأثقاب لحجاب المساكة، بالإضافة إلى منشآت ملحقة تتمثل في مفرغ للحمولات ومفرغ للقعر ومآخذ لمياه الري، ومآخذ الماء الشروب، ومنشآت للتحويل المؤقت، وحاجز للفج. وسيمكن هذا السد ،الذي سيقام على وادي امحجرات، من تنظيم واردات مائية يصل حجمها إلى71 مليون متر مكعب. ومن جهة أخرى، قدمت لجلالة الملك محمد السادس شروحات بخصوص مشروع الإعداد الهيدروفلاحي للدائرة السقوية بسافلة واد مارتيل، والذي يبلغ غلاف إنجازه80 مليون درهم. ويسعى هذا المشروع، الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري، إلى تكثيف الإنتاج الفلاحي عبر توسيع المساحة المخصصة للخضروات والأعلاف والأشجار المثمرة، وضمان سقي1050 هكتارا بصفة منتظمة وتثمين مياه السقي واستعمالها بصفة منتظمة طوال السنة. كما سيمكن هذا المشروع ، الذي ستنتهي الأشغال به في بداية2013 ، من الرفع من قيمة الإنتاج الفلاحي بما يناهز34 ألف درهم للهكتار في السنة، وخلق875 منصب عمل قار إضافي. وفي إطار التدابير المواكبة لإنجاز هذا المشروع، سيتم القيام بعدد من الإجراءات من بينها على الخصوص تكوين وتأطير المستفيدين في مجال السقي والإنتاج الفلاحي، وتنظيم الفلاحين في إطار تعاونيات وجمعيات للتسيير وتسويق الإنتاج. وبنفس المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع تهيئة الحوض المائي بعالية سد مارتيل والذي رصد له اعتماد مالي يبلغ23 مليون درهم.ويهدف هذا المشرع، الذي تشرف عليه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إلى تأمين المجال الغابوي من الحرائق ومحاربة انجراف التربة وتوحل السد وتأمين مدينة تطوان ضد الفيضانات وحماية وتثبيت النظام البيئي الغابوي والمساهمة في التنمية المستدامة. ويندرج هذا المشروع، الذي يدخل ضمن إطار المشاريع الرامية إلى محاربة الانجراف وتثمين الموارد المائية والتربة بعالية السدود، في اطار مقاربة قطاعية مندمجة يتم تفعيلها بانخراط الساكنة المحلية. واطلع جلالة الملك أيضا على توضيحات بخصوص برنامج التدخل الأولي (2008 -2011 )، الذي تم اعتماده في هذا المجال، والذي يهم إتمام عملية تحديد8100 هكتارا من الغابات ومحاربة انجراف المياه وضياعها (10 آلاف متر مكعب)، وإعادة تشجير الغابة (700 هكتارا)، وتطويرها (300 هكتارا) وغرس الأشجار المثمرة (1000 هكتارا). وتجدر الإشارة إلى أن مشروع تهيئة الحوض المائي بعالية سد مارتيل يتضمن سلسلة من العمليات والإجراءات المصاحبة من بينها إعادة تأهيل30 كلم من المسالك وهو ما من شأنه تحسين الولوج إلى44 دوارا وبالتالي المساهمة في تحسين موارد3200 أسرة (حوالي16 ألف نسمة). إثر ذلك ، قدمت لجلالة الملك شروحات بخصوص مشروع تقوية تزويد مدينة تطوان ونواحيها بالماء الشروب انطلاقا من سد مارتيل بكلفة250 مليون درهم. وتتضمن الأشغال بهذا المشروع، الذي يشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، انجاز محطة لمعالجة المياه بصبيب يبلغ500 لترا في الثانية في الشطر الأول. وستمكن الموارد المجهزة أو التي توجد في طور التجهيز من سد حاجيات المنطقة من الماء الشروب في أفق2025 . واستمع جلالة الملك كذلك لشروحات بخصوص مشاريع آخرى لتأمين تزويد منطقة تطوان بالماء وتتمثل في دراسة ربط منشآت التزود بالماء بين طنجة وتطوان. ومن جهة أخرى اطلع جلالة الملك محمد السادس على المشاريع المبرمجة بطنجة والتي يتعلق أولها بإحداث محطة المعالجة بسد واد الرمل بكلفة100 مليون درهم. ويبلغ صبيب هذه المحطة ، التي سيتم الشروع في استغلالها في يونيو2010 ، نحو300 لتر في الثانية. ويهم المشروع الثاني تثنية الجر من سد تاسع أبريل1947 بكلفة تبلغ400 مليون درهم. ويندرج هذا المشروع ، الذي سيبدأ استغلاله في عام2012 ، ضمن المشاريع الرامية إلى تغطية احتياجات مدينة طنجة بالماء الشروب في أفق سنة2025 . وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السادة عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري وعبد الكبير زهود كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة وعبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر وفؤاد البريني المدير العام لوكالة تنمية عمالات وأقاليم الشمال وعلى الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وعدد من أطر كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة وشخصيات أخرى.