( عن موقع كود ) اكتشفت "كود" الأحد الماضي مواطنا يعيش داخل مغارة بدوار أولاد احميدة الغرير التابع لجماعة شهدة بإقليم أسفي والبعيد عن جمعة اسحيم بخمس كيلومترات، شعره متسخ وأظافره طويلة وجزؤه السفلي عاري تماما، فمخبأ هذا المواطن يوجد داخل أحد البيوت الخربة تنعدم فيه النظافة والأمان ومليء بالقاذورات وقارورات الأدوية، والذي يأوي ثلاثا من إخوة ساكن " المغارة " أحدهم حاصل على البكالوريا ، ويعانون هم الآخرين من مرض نفسي ومنطوون على أنفسهم في زوايا البيت، و ترعاهم شقيقتهم خديجة الكريمي ، بعد أن تنكر لهم الأهل والأحباب، ودقت جميع الأبواب ولم يلتفت لها أحد. وقالت خديجة ل " كود " إن أخي الهاشمي يعيش داخل هذا " التوفري " منذ مدة طويلة ، ولا أملك سوى أن أرمي له مأكله ومشربه دون أن يتدخل أحد لإخراجه من هذا المكان العفن، وأضافت أنها عاشت مأساة حقيقية وهي ترعا أخيها الهاشمي بعد وفاة والديها، وأكدت وهي في حالة نفسية مهزوزة أن عمها استحوذ على جميع أملاكها وتركها وأربعة من أخوتها عيسى والهاشمي ورشيد وامبارك في هذه " الخربة " ، أحدهم غاب عن البيت منذ شهر وهي حاليا بين مطرقة البحث عنه وسندان رعاية إخوانها المرضى ، خاصة الهاشمي الذي رفض مفارقة الغار المظلم، التي تضطر لدخوله بحثا عن أخيها حين المناداة عليه ولا يجيب، وتحس عند حوارها أنها تخفي مشاكل أخرى لها علاقة بالمحيط. وأكدت خديجة أنها لا تملك أية وثيقة تثبت هويتها وهوية إخوتها، وتجهل مآل ما تركه والديها بعد وفاتهما، فالكل بيد عمها وزوج إحدى أخواتها. وتناشد خديجة ( عمرها 27 سنة مستواها الدراسي السادسة ابتدائي ) الجهات المسؤولة التدخل لإخراج أخيها الهاشمي من عزلته داخل " التوفري " ومعالجته معية إخوته، ونقلهم لإحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وعلمت " كود " أن مركز حقوق الناس تبنى هذا الملف الحقوقي، وأنه سيجري اتصالاته اليوم الثلاثاء مع الجهات المسؤولة من أجل إيجاد حل لهذه الأسرة المتشردة، وضمان حقها في التطبيب والعلاج وإيجاد الحلول المناسبة.