كتب ابراهيم الفلكي جميل ان نتذكر ،ونعترف من غير سبب ،بل لسبب بسيط أننا جيل نهل من معين الحب الصافي الذي لا تشوبه شائبة والبعيد عن لغة كم وبكم ومتى وأين والى أين؟ اليوم الأحد يستعد جيل من شباب هذه المدينة ان يعلنوا هكذا لحظة تمرد على النسيان الذي يغلف عقول العديد ممن بسطوا ثيابهم الرثة البالية وأفكارهم وسمومهم على الجسم الكروي . اليوم الأحد وفي لحظة وفاء لرجل كان هنا بل هنا وهناك وفي كل أرجاء هذه المدينة بأزقتها وملاعبها في كل الفصول والأزمنة منذ ان كان للقدر نصيب ان يحط الرحال بمدينة أسفي ويجعل منها الدفء والحنان بعيدا عن مدينة سلا الميلاد أو مدينة الرباط حيث بداية التألق الكروي في سطاد المغربي .بيني وبين الرجل مساحات ود وتقدير واحترام فعندما يحس بشيطان الكرة يسكن أي طفل صغير وهو يتهجى اللعب في ملاعب" الحومة " لا يتردد المرحوم سي عبد الرزاق ان يسافر بفكره بعيدا ليرسم عوالم أخرى للتألق ،وحتى وان لم تسعفني الظروف لأكون كما يريد السي عبد الرزاق لاعب كرة سواء بأسفي أو حين فتح قنوات الاتصال مع المدرب الرايس وحسن رمضان بفريق سطا داو مع المدرب المساعد عزوز بالجيش اوبلمحجوب بفريق البريد الرباطي ولست الوحيد من جيلي من الشباب الذين كان للسي عبد الرزاق أمل البحث عن عوالم للتألق الكروي . بيني وبين الرجل مساحات التثقيف الكروي المغربي عندما تحولت إلى عالم مهنة المتاعب ومجاراة عمالقة هذا العالم من اللاعبين المغاربة من الجوهرة العربي بنمبارك إلى عبد القادر الخميري ومصطفى البطاش والخلفي وعبد الله ديدي وعبد الله مالقا وحسن أقصبي والتباري الحارس الابيض وغيرهم من الأسماء الذين أصبحت لي معهم علاقات واتصالات تجاوزت حدود المهنة إلى علاقات صداقة أعطتني رصيدا قويا في حياتي المهنية ،كان للسي عبد الرزاق الدور البارز في فتح هذه الآفاق في هذا العالم الفسيح للذهاب بعيدا وعلى أسس متينة وقوية. هذه العلاقة مع ذات الرجل لم تنتهي بإقامتي بالرباط وإقامة المرحوم عبد الرزاق الوركة بأسفي وحتى بعد إحالته على التقاعد وحين اشتد به المرض والعملية الجراحية التي أخذت منه مأخذها وجعلته وحيدا في بيته الذي كان قبلة للعديد من الرياضيين بأسفي والقادمين من خارج هذه المدينة ،وللتاريخ أنني يوما زرته ببيته بأسفي صحبة صديقي وأخي ابراهيم بوطابع صديق "الكوايرية " بعد ان عاوده الألم بعد العملية الجراحية فما كان إلا ان ينتقل إلى سلا وعائلته هناك عائلة الوركة وللموضوع أحاديث كثيرة يحز في النفس ان اذكرها. اليوم وعندما يتذكر بعض من تلامذة الوركة من لاعبي كرة القدم والذين مروا من هنا هذا الرجل فان التاريخ سيكتب يوما لهم وعليهم ومن غير شك ان سيذكرهم التاريخ بعيدا عن خطاب المصالح والمنافع ، ولن يكون السي عبد الرزاق وحيدا في لائحة التذكر والمصالحة مع الذات، فالمدينة للأسف الشديد تآكل أبنائها .