آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي مساء يوم الجمعة وبإحدى المستشفيات بمدينة مراكش وصل إلى علم عائلة المسماة سعاد الحايل الأم لطفلتين صغيرتين والتي تقطن بأحد الأزقة بالمدينة القديمة خبر وفاتها متأثرة بالجروح البليغة التي تعرضت لها في حادث تحطم أرجوحة بفضاء للألعاب الذي اهتزت له ساكنة آسفي يوم الجمعة 2شتنبر 2011بساحة سيدي بوذهب بعدما ظلت تعاني من حدة الإصابة دون أدنى عناية مع العلم أن حالتها الاجتماعية جد متدهورة بمبرر أن إصابتها في هذا الحادث لم تأت لكونها كانت ضمن ركاب الأرجوحة وإنما كانت فقط تبيع بالقرب من فضاء الألعاب السجائر بالتقسيط،حيث كانت منهمكة قبل وقوع الحادث في عملية البيع لتفاجئ بتحطم الأرجوحة التي سقطت بعض الأجزاء عليها . وبوفاة هاته السيدة يكون عدد ضحايا هذا الحادث المأساوي الذي ما زال المتهمون فيه يمثلون أمام أنظار هيئة المحكمة الابتدائية بآسفي اثنان بعدما سبق وأن لبت الشابة إيمان جابر البالغة من العمر 23سنة نداء ربها بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بآسفي متأثرة بالإصابة البليغة التي تعرضت لها على مستوى رأسها عندما أصيبت بنزيف دموي داخلي في هذا الحادث وإصابة 56 شخصا،بحيث إن الوفاة الأولى جاءت مباشرة بعد مثول المتهمين الثلاثة"ابن صاحب السيرك ومسيره والميكانيكي المكلف بصيانة الأرجوحة"أمام أنظار وكيل الملك مساء يوم الاثنين 5 شتنبر الذي استمع إليهم،ليحيلهم في حالة اعتقال على المحكمة في أول جلسة والتي حدد لها يوم الثلاثاء 6شتنبر بعدما توبعوا بتهم الإهمال والإيداء العمدي والجرح الخطأ،كما قررت النيابة العامة تعميق البحث حول ظروف وملابسات تسليم الرخصة من طرف المصالح المختصة،لكن وأثناء مثولهم في أول جلسة أمام هيئة المحكمة نزل على المتهمين كالصاعقة خبر تسجيل أول وفاة في الحادث مساء يوم الاثنين 5 شتنبر من خلال الإخبار الذي تقدم به للمحكمة في جلستها هاته ممثل النيابة العامة،كما أن المتهمين الثلاثة سيكونون أيضا يوم الثلاثاء 4 أكتوبر وهو التاريخ المحدد لرابع جلسة أمام مستجد ثان ذلك المتعلق بتسجيل حالة وفاة ثانية. وأمام هذه الوقائع والأحداث،دخل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي على الخط من خلال بيان وزعه في الموضوع والذي تم التطرق فيه إلى كون الناعورة المتهالكة خلفت ضحايا ومعطوبين ووفيات،ومن بين أزيد من خمسين ضحية عاين مكتب الفرع عائلة أبو ماضي،ثلاث أخوات حالتهن كارثية بحيث إنه بمجرد نقلهن إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي عقب انهيار الناعورة وبعد الكشف الطبي تم تسجيل جرح غائر على مستوى ذقن سعيدة أبو ماضي 30 سنة والتي تعاني من كسر في حوضها والتي سلمت لها شهادة طبية تثبت مدة العجز 45 يوم،أما صفية 28 يضيف البيان فأصيبت بكسر في الحوض (كسر مزدوج) واسوداد في العين مدة العجز 35 يوم،أما أخطر حالة فهي حالة سناء أبو ماضي فعقب غيبوبتها تم نقلها إلى مستشفى مراكش نظرا لورم في دماغها ناتج عن سقوط الناعورة وتعاني من كدمات في العينين ولم تتسلم شهادة طبية بمبرر عدم استقرار حالتها،وتعاني الأخوات من عدم القدرة على النوم وقد تمت توصيتهن بالاستلقاء لمدة شهر على الظهر مع استعمال عكازات،ثم إيمان جابر زوجة أخ ضحايا الثلاث التي توفيت نتيجة سقوط الناعورة عبر إصابة في كبدها ورأسها الذي عرف نزيفا. وسكينة جابر 18 سنة أخت إيمان جابر أصيبت بكسر في اليد ورضوض في الرجل والرأس والتي جراء ذلك تعاني من هلوسة نتيجة الصدمة،بحيث رفعت الأسرة عبر محاميها شكاية إلى النياب العامة وتم الاستماع إليها من طرف الشرطة مرتين، ولم تمكث المريضات بالمستشفى إلا يوما واحدا رغم عدم قدرتهن على الحركة، ليجل بذلك مكتب الفرع عدم تقديم خدمات طبية في مستوى الحالات الوافدة على المستشفى وإعادة الكشف الطبي لسناء أبو ماضي وفحصها وتطبيبها بالمستشفى حتى استشفائها النهائي. ومعلوم أن الموقع سبق وأن استقى تصريحات من بعض الضحايا الذين قدمت لهم الإسعافات الأولية الذين أكدوا على أن الحادث وقع عندما أقدم المسؤول على الأرجوحة على إصلاح عطب ألم بها،وعند محاولته تشغيلها وهي محملة بالركاب دارت إلى الاتجاه المعاكس دورتين تقريبا لتتحطم بالكل وينقطع التيار الكهربائي الذي صعق بعض الضحايا،مبرزين على أنه لو وقع العطب عندما كانت الأرجوحة في علوها المعتاد لوقعت كارثة حقيقية لكن لطف الله حال دون ذلك وكان الموقع قد قام أيضا بزيارة إلى عين المكان ووقف على الحالة الميكانيكية لهذه الأرجوحة التي يظهر الصدأ عليها بعدما تآكلت بعض مكوناتها،كما أن سيرك الألعاب هذا يتواجد بساحة ممنوع نصب مثل هذه الألعاب بها حسب القوانين المتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي،حيث تم نصبه بجوار السور البرتغالي المحيط بالمدينة القديمة وهو ما يحجب الرؤى عن هذه المعلمة التاريخية،وسبق لمسؤول بالسلطة أن أكد على أن سيرك الألعاب هذا قد شرع في الاشتغال خلال شهر غشت وأن صاحبه يتوفر على ترخيص صادر عن الجماعة الحضرية لآسفي والذي سينتهي مع نهاية شهر دجنبر المقبل،إضافة إلى توفره على تأمين.