وسط الأزقة والدروب بالمدينة القديمة بآسفي التي تأخذ جميع منازلها طابعا تقليديا يغلب علية الطابع الأثري التاريخي القديم،تتواجد إحدى المعلمات التاريخية التي تأخذ هي الأخرى طابعا معماريا رائعا ألا وهي المسجد الصغير.كانت زيارتنا لهذه المعلمة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم عندما اتصل بالجريدة العديد من المصلين الذين يقصدون هذا المسجد العظيم ذو الجدران المتينة،و"الساريات" السميكة،والأشكال الرائعة،والذين طلبوا منا معاينة حالة هذا المسجد من أجل لفت انتباه المسؤولين إلى الوضعية المزرية لهذه المعلمة التاريخية التي تتعرض للتهميش واللامبالاة يوما بعد يوم.فالمصلون يجدون صعوبة كبيرة في تأدية صلواتهم الخمس جراء حالة الجزء الأمامي من هذا المسجد التي تبعث على القلق،ومهددة بالانهيار في أي وقت من الأوقات،بحيث إنه ولتفادي وقوع كارثة إنسانية داخله،لم يجد المسؤولون عن الشأن الديني بالإقليم سوى القيام بإحضار بعض الحواجز الحديدية "البارييرات"،ووضعها داخله لمنع المصلين من الوصول إلى هذا الجزء المهدد بالانهيار الذي أخذت جدرانه لونا أسودا بسبب الرطوبة التي انتشرت بشكل كبير لعدم إعادة صباغة جدرانه منذ مدة طويلة،بل الأمر لم يقف عند هذا الحد،بل تعداه إلى كون المصلين يؤدون صلواتهم بالقرب من النعوش المخصصة لنقل الموتى المرماة وسطه،وأيضا اللوحة الخشبية المخصصة لغسل الموتى،إضافة إلى انتشار الأزبال والقاذورات وسطه،حيث الحصير المتواجد به قد أكل الدهر عليه وشرب وتقادم،ما أصبح يشكل صعوبة كبيرة وألما على المصلين عند عمليات السجود،هذا دون أن تقوم مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتدخل لتهيئته باعتباره معلمة تاريخية مهمة،إضافة إلى وضعية مراحيضه التي تنبعث منها روائح جد كريهة جراء انعدام النظافة. ويؤكد المصلون في تصريحاتهم للموقع على أنهم سبق وأن تقدموا بشكايات مذيلة بعشرات التوقيعات حول وضعية المسجد الصغير،وجهت إلى كل من والي جهة دكالة عبدة عامل إقليمآسفي،ومندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بآسفي،لكن كل شكاياتهم كان مصيرها سلة المهملات،مع العلم أن هذا المسجد يدر أموالا طائلة على وزارة الأوقاف من خلال مداخيله المالية المجمعة من واجبات كراء بعض المحلات التجارية التابعة له،دون أن تحظى هذه المعلمة الدينية التاريخية ولو بجزء قليل من هذه المداخيل من أجل ترميمها وإصلاحها وتهيئتها.