أدعوك مدينتي و ملهمتي إلى فنجان شاي، لأكتب الخط العربي عن جراحك الدفينة عبر السنين، و عن الحبال التي شدت على مدى الأجيال لتؤرق قوامك الجذاب، حواري اليوم معك لا عليك، إن قبلت بالعرض طالت جلستنا، ارتشفي الشاي أولا، ثم سنسافر بين السطور و سنبحر في فلك اللارجوع وسط غياهب الماء و الملح و الأسوار و الأبراج... لتحضر الصورة و يغيب الخمول عن مرايا الذاكرة، لن أكون قد تماديت حين أكسر كل الحدود و أعطل جميع المكابح و سأكون لو تشائين متمردا يركب أدراج المخاطر على حصان بري لا يعرف التوقف... يعشق أن يغامر.- هل أعجبك الشاي؟ قد تفاجئين بالعرض، لكنني صريح و واضح و تواق إلى كل جارح في سبيل قرون من الإعجاب يا مدينتي يا أمريتي يا آسفي.أخيارك سيبوحون بالأخبار و الأسرار و سيعلنونها ثورة تحت إشراف لغة الضاد على امتدادات و التواءات التاريخ و الذاكرة و الأحداث، و سيطلقون صرخة أبجدية مدوية و شاعلة على أن يروك معلنة موتا مهرجانيا يهلل له الأشرار أو محمولة على نقالة إلى مصحة القلب أو في صالة انتظار في عيادة لأمراض العيون... أطباؤها عميان.- أأضيف إلى فنجانك بعض السكر؟ اعذريني فحين يطاوع القلم فإنه يحكي ثارة و يبكي ثارة أخرى، لكنه لن يتعثر من شدة البوح و النوح، سيسارع ليصب الحبر الجاف، يحدد الأهداف و يسافر في جراحك إلى أن تندمل.- لا عليك أنا سأدفع ثمن الشاي.