وأنت تمر من أمام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بآسفي يخيل لك انك في يوم الحشر، فتكديس المرتفقين أمام هذا المرفق من اجل اخذ موعد أو قضاء مصلحة يحيلنا على النظرة الحقيقية التي يتعامل بها مع بسطاء الناس، كما يضرب بعمق كل التدابير الاحترازية المفروض اتخاذها لتفادي زحف الجائحة وتكرار نفس الأخطاء التي أدت لانفجار بؤر معامل التصبير. هذا وبغض النظر عن الظرفية الحالية التي يمر منها العالم بأسره، و التي تفرض علينا العمل بنظام التناوب و اخذ المواعيد عن بعد و كذا تسهيل الولوج بالنسبة للمغلوبين على أمورهم من أجراء القطاع الخاص " محيلتهم لمالين شكارة ولا مسؤولي CNSS". وجب على هذه الادارة الارتقاء في تقديم الخدمات لا تعطيل مصالح الناس و " نشرهم" تحت أشعة الشمس و "رحمة" حارس الأمن الخاص. ان ما يعيش المغرب اليوم على مستوى الإدارة ليس ازمة موارد بشرية او لوجستيكية او كفاءات اكثر مما هو أزمة أخلاق، فالموظف او الإطار مهما بلغت درجته الأكاديمية او شهادته الجامعية يبقى مجرد آلة او روبوت يكرر نفس الوظيفة المناطة به بنفس النهج الذي مر منه اسلافه في العمل بمفهوم " الكوبيي كولي" بدون اجتهاد او محاولة ابتكار او تغيير نمط الاشتغال في سبيل تسهيل المأمورية على المرتفقين و الارتقاء بالخدمات المقدمة و التعامل مع المواطن باعتباره المحور الأساسي في المجتمع ككل. فالعنصر البشري المغربي لا يحتاج تكوينا في النظم المعلوماتية تحت شعار الرقمنة، بقدر ما يحتاج لتكوين في دماثة الاخلاق و حسن التعامل مع المرتفقين. اما بالنسبة لموظفي الصندوق " غير الإجتماعي " اللامتضامن بآسفي فيحتاجون الأخلاق على شكل جرع "و ربما " بعد مدة طويلة طبعا يتغيرون للأحسن، فزيادة على سوء تدبير المرفق المذكور تجد "زعماء" هذا "الصنيديق" هوايتهم المفضلة الاستبداد و القمع و التطاول على الكادحين، وذلك راجع لغياب الرقابة من لدن الإدارة المركزية و كذا العقلية التقليدية للقيمين عليها و التي تنظر لآسفي بإعتبارها مدينة الهامش، هذا الغياب او التنقيص من شأن المدينة هو مايدفع بعض الموظفين الذين عمروا طويلا داخل "الصنيديق" للزيادة في الطغيان و الغطرسة والاطمئنان على مناصبهم فلا سبيل لمحاسبتهم وهم في كنف المدينة المنسية.