في مسجد مريم، الذي يقع في أحد شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، تنتظر نساء موعد صلاة الجمعة في المسجد المخصص للسيدات فقط. هذه المرة كن على موعد مع حدث غير عادي: الخطبة تلقيها امرأة. فبينما تفضل غالبية النساء الصلاة في المنزل، أو خلف الرجال في المساجد، قررت الدنماركيتان شيرين خانكان، وسليحة فاتح، إنشاء مسجد خاص بالنساء فقط في العاصمة الدنماركية. وقالت خانكان لصحفية الغارديان “نحاول كسر الهيمنة الذكورية على المؤسسات الدينية”. خانكان، التي ولدت في الدنمارك لأب سوري وأم فنلندية تعتقد أيضا أن النساء في حاجة لمواجهة الهيمنة الذكورية في تفسير النصوص الدينية. وأكدت خانكان أنه لا يوجد أي أساس ديني يعارض مسألة إنشاء مسجد للنساء فقط ومسألة أن تكون المرأة إماما في مسجد. وتؤمن الدنماركية بفكرة إمامة النساء منذ زمن بعيد، وفور عودتها من سورية إلى الدنمارك قررت تأسيس منتدى للنقاد المسلمين، لكن المنتدى انشغل بعد أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر في الدفاع عن الإسلام ذاته بدل البدء في العمل على فكرة أن تكون المرأة إماما. وتعتقد أيضا أنه “سيكون من الصعب نشر فكرة أن النساء مضطهدات في الإسلام، إذا كانت المرأة قائدة في مجتمعها”. وفكرة إمامة النساء بدأت في الصين منذ القرن ال19، وفي جنوب أفريقيا منذ عام 1995. وفي بريطانيا قامت أمينة ودود بإمامة مصلين رجال ونساء في خطبة جمعة عام 2008. وتقول خانكان إن الخطوات التي حدثت في الدنمارك هي جزء من حركة عالمية، كما أنها دعت إلى عقد مؤتمر عالمي يناقش فكرة إمامة النساء في خطب الجمعة. مضيفة: “أتمنى لو نستطيع أن نلهم نساء أخريات في دول أخرى”. وتريد خانكان لمسجد مريم أن يكون معبّرا عن الروح العصرية للإسلام وأن يكون مختلفا عن غالبية المساجد في الدنمارك والتي تمثل التيار التقليدي.