بعدما أصبح وحيداً دون مُعين من غير الجزائر وفينزويلا وكوبا، دعا “بان كيمون” الامين العام للأمم المتحدة في بلاغ ليلة الأربعاء، المغرب الى “الامتثال فوراً لالتزاماته الدولية حول بعثة مينورسو” بعدما قررت الربطا طرد جزء من عناصرها المدنية والعسكرية. وبلغة التهديد، التي لا يستخدمها “بان كيمون” مع دول مثل كوريا المالية وايران، فقد سَمَحَ لنفسه بتهديد المملكة المغربية، ومطالبتها بالامتثال فوراً لالتزاماته، وكأنه يُخاطب تنظيماً في جزيرة مهجورة وليس دولة دات سيادة. ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أبلغ المغرب، أمس الأربعاء 23 مارس، بما أسماه “انتهاكه” اتفاقية وضع البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء (مينورسو)، وطالبه ب”الامتثال لالتزاماته القانونية الدولية”. ولم يأتي بلاغ “مون” على دكر خطأه الجسيم بتصريحه المنافي لمنصب الأمين العام والغير المحايد، حيث قال “فرحان حق”، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن “بان كي مون أرسل مذكرة شفهية، إلى الممثل الدائم للملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، أعرب فيها عن قلقه العميق إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة بلاده”. وكان موقع Rue20.Com قد انفرد بخبر اجتماع “صلاح الدين مزوار” وزير الخارجية بزعماء الأحزاب اليوم الخميس بمقر وزارة الخارجية لتدارس بلاغ الأمين العام والخطوات التصعيدية في وجه “بان كيمون” الدي تجاوز كل الحدود وأصبح يتصرف وكأنه يُوجه طفلاً من أطفاله وليس دولة. وأضاف المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، “أوضح الأمين العام في رسالته الشفهية، أن الإجراءات المغربية الأخيرة، تتعارض مع الالتزامات القانونية للرباط، على النحو المتفق عليه بموجب اتفاقية وضع بعثة مينورسو”. وأوضح أن “مذكرة الأمين العام، التي تم إبلاغها لمندوب المغرب، جاءت ردًا على أخرى مماثلة، بعثت بها حكومة المغرب إلى بان كي مون، في 16 مارس الجاري”. وأشار “حق” إلى أن “اتفاقية وضع بعثة مينورسو، تتضمن التزامًا قانونيًا على المغرب، بضمان أن أعضاء البعثة لديهم الحق متى طلبوه، بالدخول والإقامة والابتعاد عن منطقة عمل البعثة”. ومضي قائلاً “يطلب المكتب التنفيذي للأمين العام، بقوة من حكومة المغرب الامتثال فوراً لالتزاماته القانونية الدولية بموجب ميثاق الأممالمتحدة واتفاقية وضع البعثة، والعمل معًا بروح من التعاون”. وغادر جزء من موظفي بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (84 شخصًا معنيون بالمغادرة)، الأحد الماضي، بناء على طلب الرباط، على خلفية التوتر القائم بين الجانبين، على خلفية تصريحات أدلى بها “كي مون” بخصوص قضية الصحراء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، زار مخيمات المحتجزين في الجزائر، مطلع مارس الجاري، وأكد أنه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب ب”الاحتلال”، ما أثار حفيظة الرباط. وعلى إثر هذه التصريحات، قررت الرباط أيضًا، سحب وحداتها العسكرية من بعثة الأممالمتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى “مينوسكا”. وقالت وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء إن جون كيري أبلغ الملك محمد السادس أن الموقف الأمريكي لم يتغير من القضية ويسير في الإطار الذي حدده بشكل مشترك الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما في نوفمبر 2013 بواشنطن. وأضافت المصادر أن كيري أوضح للملك محمد "أن الحوار بين البلدين سيستمر حتى يتم التوصل على هذا الأساس إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي". يأتي الاتصال بين الملك محمد السادس وكيري بعد أن أعلنت لجنة بالكونجرس الأمريكي عقد جلسة استماع أمس الأربعاء، بخصوص الوضع الحقوقي وتقرير المصير في الصحراء. وشهدت قضية الصحراء تطورات في الفترة الأخيرة بسبب تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تندوف بالجزائر اعتبر فيها الصحراء الغربية "محتلة" وهو ما أغضب المغرب واعتبره إهانة له ولكل المغاربة. وتبعا لهذه التطورات طلب المغرب سحب عشرات من موظفي بعثة الأممالمتحدة في الصحراء وهو ما حدث بالفعل بحلول نهاية الأسبوع الماضي.