رسم إلياس الخطيب ،طبيب مقيم بطنجة ، صورة قاتمة عن الوضع الصحي بمدينة طنجة بسبب تفشي وباء كورونا. و نشر الخطيب مقالاً مطولاً على صفحته الفايسبوكية ، قال فيه أنه يتحسر على "ما آلت و ما قد تؤول إليه الأمور بعروس الشمال طنجة". و ذكر أن " عدد المرضى في ارتفاع مهول و المستشفيات المحلية بالمدينة لم تعد قادرة على إيواء جميع المرضى و تقديم العلاج بالشكل المناسب و نسبة الحالات الحرجة أصبحت مرتفعة أما الوفيات فقد تزايدت بشكل خطير خلال الأيام الأخيرة". "البعض من المرضى يفترش الأرض و قد لا يجد الأوكسجين في انتظار شفاء أحدهم أو وفاته ليترك له مكانه في انتظار اعادة تأهيل مستشفى القرطبي و الضمان الاجتماعي ليصبح قادرا على إيواء الحالات المتوسطة الصعوبة.. و المحزن في الأمر أنه قد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى أن يلعب دور ملك الموت حينما يترك مريضا دون أن يمكنه من آلة التنفس الاصطناعي نظرا لأن هنالك من هو محتاج اليها أكثر منه أو لأن المريض يعاني من أمراض مزمنة تجعل احتمالية شفائه ضئيلة" يورد ذات الطبيب. و ما يزيد الطين بلة حسب قوله ، " هو الضغط المهول على الأطقم الصحية بمصالح المستعجلات و الانعاش التي تعمل منذ خمسة أشهر دون كلل أو ملل، حتى بلغ الأمر أن أصبحت الأطقم الصحية تطلب الدعم و المعونة من المدن و الجهات الأخرى لكي تستطيع الاستجابة لحاجيات المدينة و هو ما سيحصل في الأيام القادمة حيث أن العديد من الأطباء الاختصاصيين في الانعاش بالاضافة إلى ممرضين في الانعاش لبوا نداء الواجب و سيفدون الى المدينة من أجل تدعيم الأطقم الصحية المرابطة في المستشفيات". و أضاف أن " الغائب الأكبر في المعادلة هو المستشفى الجامعي الذي كان سيحل العديد من المشاكل التي تعاني منها المدينة المليونية و لكن الأشغال لم تكتمل فيه إلى غاية كتابة هذه الأسطر". و شدد على أن " الوضع خطير أيها الأصدقاء بكل ما للكلمة من معنى و القلة القليلة من الساكنة هي من تحس بخطورته، فنحن خلال عملنا بالمستشفى نستشعر الخطر في كل آن و حين و نتحسر على وفاة كل مريض كان من الممكن إنقاده في ظروف أخرى.. و لكن ما إن نخرج من أرض المعركة فكأنما خرجنا من عالم لكي ندخل إلى عالم آخر.. فالناس غير مبالية بالجائحة و المحلات التجارية الكبرى ممتلئة عن آخرها ناهيك عن المعامل و لم يعد الناس مبالين بضرورة تعقيم الأيادي و وضع الكمامات". جدير بالذكر أنه بتعليمات ملكية أرسلت فرق طبية عسكرية إلى مدينة طنجة لمساندة الفرق الطبية المدنية خلال هذه المرحلة الثانية من الوباء، و ستكون مهمة هذه الفرق الطبية العسكرية المختصة في الإنعاش"التكفل بالحالات الحرجة، ومواكبة الفرق الطبية المدنية".